الشباب الفلسطيني أحلام مجهضة ومستقبل مجهول!بقلم المحامية: فايقة مدوخ
تاريخ النشر : 2020-08-12
بقلم المحامية: فايقة مدوخ

 في يوم الشباب العالمي

8 آب/اغسطس

الشباب الفلسطيني أحلام  مجهضة ومستقبل مجهول!!!

(الدولة تهمل الشباب وتحول الوطن إلى دار المسنين)

يعد الشباب مورد بشري مهم لتقدم المجتمعات، فالمجتمع الذي يمتلك هذا العنصر الثمين يمتلك القوة والحيوية والتقدم على سائر الأمم، كونهم يشكلون مخزونا استراتيجيا قادرا على مواجهة كافة التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الحاضرة منها والمستقبلية، فهم الأقدر على الدفاع عن القضايا العامة ، وهم أكثر من يتخذون قرارات في المجتمع.

حيث يشكل الشباب نسبة هائلة في المجتمع الفلسطيني تصل إلى(30%)من إجمالي عدد السكان، وهذا يعني أن المجتمع الفلسطيني مجتمع فتي، وبالتالي لابد من إبراز دور الشباب واستغلال واستثمار طاقاتهم بشكل إيجابي لمواجهة التحديات ومتطلبات الحياة والصمود لتحقيق تنمية مستدامة، فعلى الرغم من وجود هذه النسبة الكبيرة إلا أن الشباب يعانون من تحديات كبيرة لاحصر لها وعلى رأسها التحديات "السياسية والاقتصادية" التي هي نتيجة لانعدام اليقين وغياب الأفق السياسي والاقتصادي منها:

- ارتفاع معدلات البطالة وخاصة إلى التزايد المستمر في أعداد الخريجين، التي تتزامن مع تدني القدرة الاستعابية لسوق العمل الفلسطيني ومحدودية حجم هذا السوق وعدم قدرته على استيعاب الكم الهائل من الخريجين لدمجهم في سوق العمل، حيث يعتبر معدل التوظيف في صفوف الشباب بغزة في السنوات الاخيرة هو"صفر"مقارنة بما تخرجه الجامعات كل عام ويشهد عام 2019 أسوأ الأعوام التي مرت على الشباب حيث نسبة البطالة فيه تجاوزت ال(54%)مع وجود 300 ألف عاطل عن العمل، فيما نسبة البطالة بين صفوف الشباب الخريجين من الجامعات تخطت 70% وبين الفتيات 78%أي أن أكثر من نصف سكان غزة فقراء ويتوقع أن تصل نسبة الفقر ل 60% ما لم تحدث حلول اقتصادية.

-كذلك ارتفاع أسعار السلع والحصار الاقتصادي المفروض على قطاع غزة منذ العام 2006، وانخفاض مستوى المعيشة، وتدني الرواتب والأجور وعدم توفر الاحتياجات المعيشية الأساسية، والعمل في مجالات خارج نطاق التخصص الأكاديمي، والفساد في بعض المؤسسات، ومحدودية الدعم المقدم للمؤسسات الشبابية ومحدودية مايخصص لتنمية وتطوير الشباب في موازنة الحكومة الفلسطينية.

 يعد مطلب دعم مؤسسات الشباب وتعزيز قدراتهم مطلباً هاماً في تفعيل السياسة الوطنية وتطويرها على مستوى قياداتها والعاملين فيها وعلى هذه المؤسسات أن تكون مخلصة في الوفاء للشباب وتتطلع إلى احتياجاتهم وأن  تعمل من أجل الشباب وليس فقط من أجل مؤسسة ذات هيكلية تنفذ سياسات معينة.

 لا شك أن تمكين الشباب لا يقتصر على  السلطة والحكومة فقط؛ فتمكين  الشباب يحتاج تضافر جميع الأطراف الحكومة، ومؤسسات الشباب والمؤسسات الأهلية، والجامعات.

وأنهي حديثي بقول الشاعر أحمد شوقي:

"فعلّمْ ما اسْتَطّعْتَ لعل جيلاً … سيأتي يُحدثُ العجبَ العُجابا

ولا تُرهقُ شباب الحيَّ يَأساً … فإن الياسَ يَخْتَرُمُ الشباب".