وجهاً لوجه بقلم المحامي وليد عدوان
تاريخ النشر : 2020-08-12
وجهاً لوجه

ليس بخافٍ على أيٍ منا حجم التطور الحاصل في شتى مناحي الحياة،وهنا في هذا المقام نود الحديث عن تطور وسائل الاتصال والتواصل،هل هي الافضل؟؟

هل بالإمكان اعتمادُها كبديلٍ ابديٍ مكان نظرات العيون،وحركات الأكُفِ ونبرة الصوت!!

وسائلٌ جديدةٌ كلياً إجتاحت ملعب الحياة بقوة،واخذت مكانها وحيزها في حياة البشر عامة،ليس لنا التقليل من اهميتها ودورها الفاعل في حياة كلٍ منا،فهي سهلت وقربت وعجلت كل امرٍ نَديَ الجبين في سبيل إنتهائه،برزت الحاجة بأعنف إلحاحها خلال المدة الماضية وحتى الآن في سبيل التعايش للخلاص مما يسمى بوباء كورونا،حين كانت تجمعاتنا ولقاءاتنا مساعدة على انتشار المرض،هنا برزت الحاجة مكتملةً كالبدر للتواصل عن بعد.

ولكن يبقى السؤال الأهم،هل بالإمكان اعتمادها كأسلوبٍ للحياةِ في المستقبل القريب!!

هنا وفي هذا المضمار وجب علينا ذكر محاسنها وسيئاتها والمفارقة بينها.

كل منا له من الاقرباء والأعزاء الكثير ممن اجبرتهم ظروف الحياة على اعتلاء موج الغربة المتلاطم،فأضحو ليس بالبعيدين بسماعنا أصواتهم ورؤية ملامحهم التي كنا لها نشتاق،صحيحٌ انه ليس بكافٍ،ولكن بوجودها حُلَ جزءٌ من مشكلة.

(القلة ولا العدم)

مثلنا الشعبي الاكثر تداولاً خلال سويعات أيامنا،ومستحبٌ لقلبي ذكره في مقامٍ كهذا على سبيل القياس.

رغم كل ما تم ذكره سابقاً،ولكن برأيي المتواضع ليس بالأصحِ التغافل عن الإيماءات الجسدية للإنسان،التي هي نتاجُ حروبٍ تدور رحاها على أرض عقله الباطني،وليس بالمعقول أيضاً تهميش نفس الإنسان باعتباره كتلة مشاعرٍ وأحاسيسٍ تتسربُ من قلبه وعقله معلنةً بدء رحلتها عبر شعيراته العصبية وصولاً إلى واجهتهِ،مضفيةً بدورها إبتسامة،او ذبولاً بنكهة الخذلان،أو فرحةٌ غامرةٌ يترجمها بصوتٍ جميلٍ كصوت عصافيرٍ تزقزقُ ابتهالاً بيومها عند كل صباح

حياتنا بكل سبلها وتفاصيلها كالسيف........ذو حدين اولاهما خير يبدو جلياً بانجازاتٍ ونجاحاتٍ هي نتاج تراكماتٍ خلقناها بإستغلالنا كل فرصةٍ في حياتنا إستغلالها الأمثل،وثانيهما شرٌ وضياعٌ سكننا وأضعف أساطيلنا في خضم إبحارنا وسط بحرِ الحياة.....فاستكنا وضعفنا....وفشلنا!!!

بقلم المحامي وليد عدوان