"من ذاكرة الصور" رواية جديدة للكاتبة العراقية صبا مطر
تاريخ النشر : 2020-08-11
"من ذاكرة الصور" رواية جديدة للكاتبة العراقية صبا مطر


من ذاكرة الصور رواية جديدة للكاتبة العراقية صبا مطر

صدر حديثًا للكاتبة العراقية المقيمة في الدنمارك" صيا مطر" رواية جديدة بعنوان من ذاكرة الصور، وقد أبدع غلافها الفنان حسن مطر، وتقع الرواية في  262 من القطع المتوسط.

نهرب، نهاجر، نلجأ، للبحث عن الإنسان فينا، وللبحث عن طرق وسبل لإلقاء حمولاتنا الزائدة التي تسرق منا إمكانية العيش كبشر طبيعيين. ولكن إلى إي حد قد ننجح في التخفف مما يثقل كواهلنا، وإلى اي أحد يمكننا أن نلجأ إلى الإنسان فينا لصياغة مستقبل جديد وقادر على إيصالنا إلى المشتهى الإنساني فينا. هذا ما تحاول رواية من ذاكرة الصور النبش والحفر في حيثياته فتهتك أستار عوالم غارقة في الصمت، وتنتزع بلا رحمة الغطاء عما تحاول ذواكرنا الجمعية الهرب منها.

فكرة الرواية قائمة على ذاك الإنسان بما يحمله في ذاكرته, وفي عقله الجمعي, عن, ومن المكان الذي من المفترض أنه ينتمي أو كان وربما مازال ينتمي إليه, هذا من طرف..

ومن الطرف الآخر إنسان آخر في بقعة أخرى من الأرض يحمل ما يحمله الأول، حيث تختلف الهموم شكلا وتلتقي جوهراً في انتهاكها لإنسانيته..

حين يهاجر ذاك الأول, أو يلجأ إلى الأرض التي تخص الآخر, فسوف يصطدم بإشكاليات عدة, وهنا سيبدأ الصراع في محاولة للتأقلم والوصول إلى نوع ما من أنواع الخلاص، بما يحمله من تراث ووذاكرة وروائح, وبما يحتويه من طبيعة ومناخ, وبشر يملكون شعورا جمعيا منسجما أو مختلفا عما يحمله هو, وبما لهم من أسلوب حياة.

هذا هو الصراع الذي بنيت عليه الرواية, بين تلك المكونات المتباعدة, القدرة على التكيف من عدمها, فلكل ذاكرته عن, ورؤيته أيضا عن، وللمكان والأشياء عن الحرب مثلا, المعتقد, الآخر, الغريب, و..و..

البنية السردية رغم شراسة المعنى لكنها تجرنا بلطف إلى مساحات سردية سلسة وقادرة على هضم ارتعابنا من الممكن ونقيضه, وللكاتبة نفس طويل جدا في السرد المتصل, بحيث تجد أن الفقرة ممتدة لعدة صفحات أو أكثر من صفحة على الأقل, هو أقرب ما يكون ليوميات تعيشها بطلة الرواية, المهاجرة من الشرق الأوسط إلى أوروبا, تستعيد الكثير من ذكرياتها في وطنها الأم, أو في المدن التي نزلت بها في بلد المهجر وتنقلت بها, تسقطها على ما تعيشها في حاضرها وتقارن بين ما كان وصار, وتصف فيها حياتها ويومياتها ولقاءاتها, وتفاعلها وتفاعل الآخرين معها في تلك البلاد, وكذلك انطباعاتها وتبدلات تلك الانطباعات, و..و..و.., كل ذلك تصفه باستفاضة في الشرح, وتستخدم التصوير الفني بكثرة لإيضاحه, وحقيقة بلغة جميلة وغاية في الرقة وتصل للعمق.

سبق أن صدر للكاتبة عن دار فضاءات روايتها الأولى العين الثالثة، ومجموعتها القصصية صانعة  الأحلام.