شجاعة القائد ونبله بقلم:يوسف السعدي
تاريخ النشر : 2020-08-04
شجاعة القائد ونبله – يوسف السعدي

القائد هو إنسان يملك مشروعاً الهدف منه تحقيق خير وسعادة الإنسان، ويمتلك القدرة على قيادة وتحريك فريقه وأنصاره ومؤيديه نحو إنجاز هذا المشروع.

الخطوة المهمة التي أقدم عليها السيد عمار الحكيم بتأسيس تيار الحكمة الوطني في أواسط العام 2017 متأتية من دراسة عميقة ودقيقة التجارب التاريخية للعمل السياسي و استخلص الدروس والعبر منها، عن طريق معرفة الهفوات التي أدت إلى فشل هذه التجارب، ونتيجة معاصرته مرحلة المعارضة العراقية في الخارج لنظام البعث، ومعايشته للمرحلة السياسية الحالية بعد عام 2003  وذلك لمعرفته أن استمرار المشروع حتى الانجاز، يحتاج إلى أعداد كوادر قيادية شابة مخلصة وكفؤه، تضمن استمرار العمل على المشروع حتى انجازه.

شجاعة القرار الذي اتخذه الحكيم يتمثل في أقدامه على ترك كيان مكتمل قائم، والخروج إلى تأسيس كيان جديد من الصفر في وقت حرج في حسابات الكيانات السياسية قبل عشرة أشهر من الانتخابات البرلمانية، وهذا يدل على أن الحكيم صاحب مشروع حقيقي هدفه رفعة العراق وشعبة، فلو كان يبحث عن المكاسب السياسية لكان أخر عملية الخروج من المجلس الإسلامي الأعلى إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية.

نبل الحكيم في قراره هذا تمثل في تركه المجلس الإسلامي الأعلى الذي أسس بدماء (63) فردا من عائلة أل الحكيم المجاهدة، وتفضيله الخروج من المجلس الإسلامي الأعلى، حاملا مشروعه ومعه ثلة من الشباب المخلص والمؤمن بالحكيم فكرا ورمزا.

على الرغم من أنه كان قادرا على الطلب من الإطراف الأخرى الخروج من المجلس والعمل على وتأسيس مشروعهم، لكن نبل الأخلاق الذي يحمله السيد عمار الحكيم يأبى أن يفعل ذلك، احتراما لرجال أكبر منه عمرا وإنهم كانوا هم الدائرة الخاصة لأية الله العظمى شهيد المحراب الخالد، الذين قدموا سنين طوالاً من حياتهم في مقارعة النظام الصدامي.

أن هذه الافعال التي قل نظيرها في عالم السياسة الذي يقوم على الكذب والخداع إلى الحد الذي ينقل عن أحد الشخصيات وعندما قرأ على أحد القبور وصفا لمتوفي” بالسياسي الصادق” قوله “عجبا هل يوجد شخصان في هذا القبر” انه انسان مخلص هدفه خدمة وطنه وشعبه وتحقيق خيرهم وسعادتهم، هذه الشخصية تستحق مساندتها ومساعدتها على تحقيق هدفها وإنجاز مشروعها.