الوضاح و"روضة العتعت" بقلم:فرج الجطيلاوي
تاريخ النشر : 2020-08-04
قصة قصيرة: الوضاح و"روضة العتعت"

العتعت واد غير مقفر. يغلب عليه وجود ألأشجارالسامقة القليلة المتناثرة. غير أنه جغرافيا يسكنها الصفاء والسكينة. يمتد من مغيب الشمس ويسجد عند شاطئ خليج سرت . "روضة العتعت" جغرافيا لروح وجسد إمرأة عريقة النسب، شامخة الحسب. عفيفة الطرب. يقطن قلبها عشق نقي الجينات المتوارثة. جينات طالما رفضت الهيمنة، وتصدت للغطرسة، فلم يدفع اهلها "الميري" طيلة قرون العثمنة .كما رفضوا الخنوع ولم يسطفوا في طوابيرالتحايا ا لمرحبة بــ( بينيتو بموسيليني) اثناء هيمنة الطلينة.
تروي سر أسمها المركب. أسمتنى جدتي أم والدي لأنني ولدت في هذا الوادي الذي يفتقر لكثافة ألأشجار وليس به زخم الاخضرار لشح ألأ مطار. فان تسمى بنت "روضة" في واد بهذه الطبيعة يكون مدعاة للأستغراب والدهشة . من هنا فتسميتي "روضة" بلا إضافة قد تجلب "العنون الحاسدة" كما أكدت جدتي العزيزة.لذلك أشارت لوالدي ان يسمياني" روضة العتعت" حفظا من كل حاسد وكل شيطان مارد.
تقول عنها ألحكايات المتواترة سميت "روضة العتعت" لأن الود يمتد في أعماقها كالمدى ، والشوق يكتسحها بعنف. "العتعت" ليس اسما لأ بيها بل الشطر المضاف لــ(روضة) ،مثل ( فاطمة الزهراء).فينادونها (روضة العتعت).
أخذت من هذا المسمى للدلا لة على تمنعها عن أي فارس أحلآم لا يحترم المخزون الذي يحيا في جوانحها. إنها تنعم بأنوثة معافاة ،وكم هائل من البويضات يفوق ذاك الذي يحيا في مبايض عذارى المعمورة.
قال عنها الوضاح إنها إمرأة بمساحة وطن ، ووطن في روح إمرأة . وهي ليست" روضة بنت عمرو الكندي(1) بكسر الكاف" ، ولست أنا"عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد كلال الخولاني الحميري(1)".الذي يلقبونه بــ(وضاح اليمن). يقدم الوضاح نفسه: لا ! إنني وضاح أخر. جدتي لأبي ، وخالتي ليلة ولادتي راتا في المنام رؤيا . تحدثتا في حضور والدي أن أمي ستنجب صبيا كالبدر.فأسماني والدي الوضاح. تحدثت جدتي لأمي بفرح قا ئلة عند سماع صراخي لحظة الوضع أنني ذكر مكتمل الفحولة ولا أقبل الخنوع ولا ابتلع ألإهانات. فها أنا ذا رجل عاشق تمدد الحب في سويداء قلبه منذ نعومة أظافري، وتتلمذ التمرد ألإيجابي في مساحات عقلي وذاكرتي.
عاش الوضاح كأي إنسان له أحلام . غير إتكالي .مفعم بالطموحات. عاملا على تنفيذها دون كلل ولا ملل . تقلقه ألأمكنة الضيقة والنفوس العابثة الغير معطاة. لم يكن منفصلا عن واقعه. يكدح مؤمنا بالتلاقي.
أتخذ من هذا الوادي ملاذا للزهو والبوح للنفس من مضائق المدن الموحشة. يقول إن كل أودية الوطن هي أفئدة تتمدد فيها اوردتي وشراييني غير أن هذا الوادي يعتبر موطن طفولتي،وصباي ومستودع ذاكرتي. يجعلني قريبا من "روضةالعتعت". التي يصدح ويطرب في جوارها قلبي. اغذي افكاري، اسقى مشاعري، اسرح بخواطري.لم أترك شبرا من هذا الوادي إلا وقبلته جبهتي في الصلاة. متوجها إلى الله أن يحيطها برعايته ،ويحفظها من نذالة الطامعين.
كان الوضاح في باكورة وده يردد ما حفظه من قصائد حب قيس بن الملوح لليلى العامرية فهو ليس شاعرا كوضاح اليمن الذي كان يسمى السعيد. يستدعي في هذا المقام بيتا شعريا من زمن الحب العذري:
تعلقت روضة وهي ذات ذؤابة لم يبلغ ألأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى ألأبل يا ليتنا إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر ألأبل
كانت قامته الشامخة وطلته البهية تتدفق في إعماقها حبا . هذه المرأة الوطن وهذا الوطن المرأة . يتهافت عليها ذوي البطون الكبيرة وألأنوف المعكوفة والذئاب الهرمة. يطلبون يدها . يحسدون الوضاح على هذا العشق العبقري الرحب كأمتداد الصحراء الذي تكنه له . يحيكون المكائد لتشويه خلقها النبيل وجمالها ألأخاذ والزج بها في مهاوي الرذيلة . ينصبون الفخاخ بالطعوم المختلفة من كنز ثقيل مدفون في أحشاء ألأرض والدولار واليور وحتى الاحجار الكريمة.
يقول الوضاح :هذه "روضة العتعت" لا تقبل المساومة . إنها تمتشق شوقي في غيابي وأثناء حضوري وفي كل اللحظات عسرها ويسرها . انها تعشقني برحابة ما في السموات والأرضين.
يا ذا البطن المنفوخ وألأنف المعكوف. لن ترض "روضة " بكما حتى راعيين لغنمها في ربوع ألأودية وفي حمى العتعت.
يا أصحاب ألأنوف المعكوفة كالخطاطيف انتم من خطفتم روح "هناء (2)" في طرابلس، وأحرقتم الفل والياسمين وقتلتم"بلقيس(3)" في بيروت، ودمرتم مخبأ العامرية في بغداد. لن انرك "روضة العتعت" فؤاد الوهاد، ونخيل الواحات، وزيتون الساحل، وكروم الجبل، ورئة البحر لقما سائغة لنزواتكم الوضيعة وأطماعكم البغيضة.
روضة تخاطب الوضاح :"أحذرك ان يستدرجك هؤلاء في لحظة غفلة. أوفي غفلة غبطة"
"روضة العتعت" توصي العتعت :"يا أيها الوادي الشامخ لا تترك وضاحك وحيدا في غطش الليل ولا في غبش الفجر."
ياوضاح:" كن صحوا لا تستفزك رائحة الدسايس. لا ترض أن تبدل طقس الصحو والهواء العذب المضمخ بقليل من الصهد في ألأصياف ، والعابق ببرودة الشتاءات القارصة بتكييف ناطحات خليج الخنازير التي تسكنها الجواسيس المدجنة ويفوح منها العرق العفن المنبعث من البطون المتخمة".
تستطرد روضة العتعت :أ توجس خيفة من هؤلاء الذين علمتهم الصيد وصعدت بهم إلى أعلى القمم للإستجمام، وكانوا يرتعدون من السمو، ويركنون في الحدائق الخلفية.
ياروضة العتعت:" سوف يدنسون سيرتي ويرددون: وضاحك المغرور يقيم علاقات اثمة وتعشقه زوجة الخليفة""أم البنين"(4).
يشيع أحد اللمازين أو الهمزين عبر محطة فضائية أن خادم زوجة الخليفة (4) سوف يقسم امام الملأ أن المدعو وضاح يمارس الخيانة . ويخدع روضته تلك بالوعود الكاذبة.
ياروضة العتعت :" ستكون الحرب ضروسا ضد الحب والينابع التي تغذي قلبي وتتدفق من ذاك القاطن في أعماقك."
يا روضة العتعت : "هم ينعتون الوادي بالمجدب ويقولون عبر منصانهم المشبوهة وتغريداتهم المأجورة إنه وادي اليباس والزواحف والحيوانات المفترسة."
تلقت روضة مرسولا من وضاح مفرداته تجهلها حاشية الخليفة(2) والوشاة والهراديز:
هذا أنا وضاح سأحفر في عمق الوديان أبار.
سيصبح عتعتك "روضة"، نهرا يروي الظمأ.
وستصير الصحراء عمار.
ينادي كل طيور المعمورة أن تشرب ماء عذبا.
يسقى الشجر فتزهر وثمار.
يحيي عروق اليبس .
تزدهر فيه دوحات ألأزهار.
مرحى روضة هذا وعد وسادفع
من دمي والله بكل فخار.
أطلق المرجفون في الجغرافيا في مدنها وأريافها وتسلل حتى في الوادي المحصن أن الروضة " حبيبة الوضاح" أصابها البرص. أكتسح جسدها الفاتن الجذام،أ نتشرت عبر المنصات المختلفة وحتى الفضائيات هذه ألأخبار. لقد خطفت. اودعت سكن المجذومين. لم تعد تطل عند أي معلم ولم يسمع صوت يدافع أو يدفع عنها هذا الوسم اللغم ،إلا الوضاح. كانت كل ألأشياء قد خضعت لهذه ألإدعاءات التي لا حجة لها . خاصة أن زعماء البطون والجيوب المتورمة وألأنوف المعكوفة والضباع الهرمة هم من دبروا هذه ألمكائد الرخيصة.
صمت الوضاح على مضض. أعتبر هذه حادثة أفك . هذه الحرب القذرة تريد منه أن يتخلى مجبرا عن هذا الوطن المرأة. المرأة الوطن. فعادة تسفر المواجهات القذرة عن تنكروتخلي الكثيرين عن القضايا النبيلة التي كانت تضيء مسارات الذاكرة عندهم.
رد واثقا مغردا بقصيدة شعرية جادت بها قريحته :
يقولون روضة بالجذام مريضة
يشيعون أني حرقت شرفها
الجسد العفيف لا تطاله علة
هم يجهلون رحيق البلسم
إني مصمم على شفاء مرضها
إذا كان ما يدعون مغنم
حشدت كل ألإفتراءات لتشويه الذاكرة التاريخية . اشاع المفترون أن الوضاح أصابه الجنون في عملية أستفزاز لمشاعر التحدي التي تسكن هذه الشخصية العصية.
كانت الإدعات موجهة إلى زعزعة ثقة روضة الغائبة الحاضرة: هل تصدقين ان هذا المجنون سيجد الماء في واد مقفر؟، ويزعم أن المياه ستتدفق لتروي ظمأك. هذا مجنون يا أيتها المغفلة!
تصرح "روضة العتعت" من سجنها: هو ليس من هؤلاء الذين كفروا بعد إيمان أو تولوا يوم الزحف المقدس.ثم أنه يزكم بفعل المناخ في مواسم البرد وحتى في مواسم الصيف.
عرض عليها تدنيس سيرته مقابل أن يفرج عنها وتسحب تهمة أصابتها بالبرص المعدي.
وأن تصرح في مختلف وسائل ألأعلام، وأمام كل الشاشات الفضائية بهذه ألإفادة. وافقت على هذا العرض.
علم الوضاح بهذه السيناريوهات. أيقنت نفسه أن الروضة لن تلبس ألأقنعة الرثة. لن تجلب العار. لن تتشلقم.
هاهي الروضة من وراء ستار في إحدى الفضائيات وخلفها مجموعة مسلحة كل أفرادها ملثمين:
تلهج بصوت واثق كما خالها رفيق جيناتها قائلة:
أنا " روضة العتعت" موطن الوضاح. أعلن أمام ألأشهاد بكامل قواي البدنية والعقلية ما يأتي:
إن الوضاح أبدا.... أبدا لم يسلك اسلوب إستحسان الرداءة.
إن الوضاح أبدا.....أبدا لم يكن افاقا.
إن الوضاح أبدا.....أبدا !.
قطع البث. أعيدت "روضة العتعت" إلى المعتقل ألأفترائي.
لم يدم صمت الوضاح طويلا. الوفاء بالوعد هللت تباشيره. أبتهجت أعماق الوديان بأنبثاق سراجها. تذفقت المياه العذبة وسط الوادي وفي كل الحناجر العطشى. . كونت المياه نهرا. أنحدرت من الهضاب في شلالات هادرة. شكلت دوامات رهوة. أستقرت في خزانات الأودية المجاورة. تأهبت أبار أخرى للإنعتاق من جوف الصحراء لتعلن جريان مياهها نحو قفار غاب عنها ود ألإرتواء. فكان لطموحاته ما نوى.
قالت روضة للعذال من معتقلها التعسفي عندما اشتد عليها التحريض لكي تخلع عشق الوضاح من مضغتيها:"وضاح سقاني بلسما شاف وأنتم تنفثون في عقلي وجسدي علقما و سما".
أربكت ألسجانين على نحو مفاجيء جماعات الطيور المحلقة بحبورعلى إرتفاع منخفض باعداد منقطعة النظير. كانت فقط في الماضي تعبرأجواء العتعت في مواسم الهجرة من الجنوب إلى الشمال. ألأن كونت حشودا مقيمة مهرجانات وأعراسا . قررت الصقوروالشيهانات وحتى النوارس ممارسة عشق التزاوج وهي مسرورة حول بحيرات المياه العذبة.
أندهشت البطون المحشوة .أشتد الرشح على ألأنوف المعكوفة. أرتعدت فرائص المرجفين والحاسدين الوضاح على شيمة الوفاء ونعم البلاسم وألأرتواء والحب النقي.
تسربت تغريدة عبر شبكات التواصل " هاهي "الروضة" تتعافى من الجذام الذي أدعيتم أنه غزا جسدها"
فالجسد العفيف لا تطاله علة. كما فندكم الوضاح .
لم يرق للسجايا المتسخة والجينات المشوهة التي أدعت ان هذا الوادي هو مصدر للصهد والزمهرير، والزواحف والحيوانات المفترسة. فكيف يتحول إلى رياض خضراء وصقور تعقد اتفاقيات بين الوادي العذب موطن إنتمائها و البحر المالح الذي صار موطن إمتدادها وصارت تعقد على شواطئه عقد قرانها للتزاوج .
لجأ تجارالمأسي إلى أساليب التملق. تقدموا بعروض تحت الطاولة ترضي الطامعين. وأخرى فوق الطاولة تبرر مأربهم. رفض الوضاح كل هذه العروض .تواطأت عليه قوى الطغيان والنوايا الخبيثة والنفوس الحاقدة وكان في المقدمة تلك الفئة من الهراديز التي أجتهد في تدريبها على مهارات الصيد ولم يرق لها التنعم إلا في المواخير. غير أنه كان مستعدا ومستمتعا بهذه المواجهة الغير متكافئة . اقتحم الوكر الذي أودعت فيه "روضة العتعت" .حررها من سجنها التي كبلت فيه. عتقها من زنزانة ألإفتراءات ومساومات التدنيس وربق التدليس الجذامي الذي حاصرها بقلق مبهم لردح من الزمان. صوبت نحو قامته الشامخة كل انواع ألأسلحة والسموم. انهالت عليه بغزارة كل أنواع الذخائرالحية. عوت الذئاب بقوة شديدة. نالت من سيرته الجريئة ألألسنة المأجورة. أتخنته الجراح. اغتسل الوضاح مضرجا بدمائه الغزيرة وهو يوصي "روضة العتعت" ألا تبكي ولا تلطم . بل تزعرد...
زغردي يا فؤاد الوهاد " ياروضة"!...، زغردن يا كل نخيل الواحات!
يا كل أشجار الزيتون!
يا كل أشجار كروم الجبل!
زغردن يا روايا وطيور البحر!
يا كل المدن وألأرياف العريقة!
يا كل الحارات الرحبة !.
زغردن يا كل روضات ألأودية !.
لبت "روضة العتعت" النداءات. نفذت الوصية. صارت فراشة. أنطلقت ترفرف في جنان العتعت. تغتسل وتعب من الماء العذب المستمر المتدفق نهرا. لم يعد للجذام المفتعل سيطرة على جسدها الطاهر مثلما روج المرجفون ، ولم يمت في حشاها العشق والمجد.
فرج الجطيلاوي 20-10-2011
هوامش
(1 وضاح اليمن : هوشاعر اسمه عبدالرحمن بن اسماعيل بن عبد كلال. لقب بــ(وضاح)لجمال وجهه وبهائه. قيل أنه عشق فتاة تدعى (روضة) ، وعندما شاع أمره معها خطبها ، فرفضوه أهلها بسبب أشعارها التي قالها عنها. وزوجت غيره إلا أنه بقي حافظا حبه لها. وذات يوم جاء من أخبره بأن (روضة) قد اصيبت بالجذام، وهومن ألأمراض الجلدية المعدية، وألقيت مع المجذومين في مكان معزول، فحزن عليها كثيرا، وأراد أن يذهب إليها إلا أن اصحابه منعوه لئلا يصاب بالعدوى. وردت قصة وضاح اليمن في العديد من المصادر اشهرها" كتاب ألأغاني"لأبي فرج ألأصفهاني.
2) الطفلة هناء التي قتلت شهيدة إثر الغارة ألأمريكية على طرابلس عام 1986م.
3) بلقيس زوجة الشاعر العربي نزار قباني التي قتلت شهيدة إثرتفجير في العاصمة اللبنانية بيروت
(4 عن وفاة (وضاح اليمن) ورد ت عدة روايات من أشهرها تلك الرواية التي تذكر : ان علاقة نشأت بي وضاح وبين (أم البنين)زوجة الخليفة(الوليد بن عبد الملك). فقال فيها شعرا. وكان يتردد عليها زائرا في بيتها، وذات مرة بينما كان متواجدا عندها رأه حاجب الخليفة. فأخفته داخل أحد الصناديق بغرفتها. فما كان من هذا الحاجب إلا أن يخبر الخليفة بما شاهده، ووصف له الصندوق. فبادر الخليفة بقتله كتمانا للسر.وقصد في الحال البيت .وحينما دخل على زوجته في غرفتها. جلس فوق الصندوق الذي وصفه له الحاجب، وسألها عما إذا كانت ستوافق على إهدائه ما يطلبه من أشيائها الخاصة، فقالت له أطلب ما تشأ، أنذاك سألها الخليفة أن تهدي إليه الصندوق الذي يجلس عليه.حاولت أن تلفت نظره على شيء أخر لكن الخليفة أ صر على طلب الصندوق بعينه، فوافقت. فما كان منه إلا ان أمر حراسه بحمل الصندوق مقفلا ، وحينما وصلوا مكانا قصيا، أمرهم بحفر حفرة عميقة، والقوا بالصندوق داخل الحفرة، وهيل عليه التراب حتى توارى، وقال الخليفة وقتذاك: يا هذا إنه بلغنا شيء فاءن كان حقا كفناك ودفناك ودفنا ذكرك، وقطعنا اثرك إ لى أخر الدهر، وإذا كان باطلا، فاءنا دفنا الخشب.وما أهون ذلك. ومنذ ذلك اليوم لم ير أحد وضاح اليمن. كما قيل أن (أم البنين) لم تر عل وجه زوجها أي أثرحتى فرق بينهما الموت. والله أعلم