اللعبة! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2020-08-04
اللعبة!  - ميسون كحيل


 اللعبة!

فلسطينياً تفرض علينا حياة نكون فيها مجبرين عليها أو مستسلمين لها، ومهما رفضنا أو رفعنا من صوتنا وصرخنا فذلك يشبه رياح عابرة سريعاً ما تختفي، و نقول كلاماً على شكل رسم مصحوباً بأسهم تحدد الاتجاه من واقع الأحوال لكن سرعان ما تُمحى الأسهم بفعل فاعل، وتختفي الطريق المنقذ ويستبدل بفروع عكس السير حسب صانعي الفروع والتضليل. ومن عمق الواقع المرير وعلى الخريطة الفلسطينية تسيطر ثلاث حالات على مجريات الحياة، وكل واحدة أكثر سوءاً من الأخرى؛ وحسب ترتيب الظهور لهذه الحالات التي عنوانها الوباء وأسماؤها الاحتلال، الانقسام وكورونا! وفي تشابه بينهم في الضرر والتأثير وسوء المواجهة وانحرافها وفي إيجاد الحلول! وكأن المقسوم والمحسوم في النهاية طريقة التعامل مع هذا الوباء ثلاثي الأبعاد بمفهوم جديد دخيل علينا يكمن في تجاهل الاحتلال في دخوله وخروجه على الأراضي الفلسطينية المصنفة على أنها أراضي تابعة وحسب الاتفاقات المبرمة وبأنها أراضي فلسطينية!؟ فلماذا يسمح للإسرائيليين باستباحتها؟ ولماذا لا تقف قواتنا الفلسطينية ولا تعمل على منعها؟ فهذا جزء من مقاومة الاحتلال، وجزء من المحافظة والتمسك بنوع ما من السيادة !؟ وما الذي يريدون منا أن نفهمه في النهاية؟ هل هو التعايش مع هذا الاحتلال؟! وأما الانقسام فقد جاء ليكمل وليس ليلغي حالة الاحتلال وأنواع أخرى من الفرقة والقسمة والطرح والخسارة! جاء لكي يعطي صورة على صدق ادعاءات الاحتلال من تشرذم الفلسطينيين وعدم قدرتهم على أن يكون لهم دولة! جاء لكي نفهم في النهاية أيضاً التعايش مع هذا الانقسام! و بالمرور على كورونا وقرارات عدم المواجهة الصحيحة، والتأثر بشدة بحسابات أخرى على حساب سلامة المواطن وسلامة المستقبل! وكأنهم يقولون عليكم التعايش مع كورونا وليرحم الله الأموات! وأخيراً لا بد من دراسة وبحث للحالة الفلسطينية بأبعادها الثلاثية بدلاً من فرض التعايش مع الاحتلال، ومع الانقسام، ومع كورونا لأن ذلك من الأخطاء الكبيرة التي ستفرض على الحالة الفلسطينية قبول مجلل بالرفض غير المجدي، ويساهم في تعميق آثار الأزمات بكافة أشكالها وعليه أن تتحول الفكرة و الخطوات والإجراءات التي ومن خلالها يجب أن يتم رفض حالة التعايش المفروضة والمرفوضة لإطالة أمد الحالة بأبعادها الثلاث؛ وهو ما يشبه حالة التعايش مع اللاحرب واللاسلم التي فرضها الاحتلال على الفلسطينيين و المرفقة بفرض خطوات واجراءات الأمر الواقع على الأرض وهي تماماً ما تشبه اللعبة!

كاتم الصوت: الانتهاء من الانقسام بداية للانتصار على الاحتلال ! فهل يراد ذلك؟ الشكوك موجودة!

كلام في سرك: إما أنا أو انت ! هذا هو شعار المرحلة!

رسالة: غزة ليست نموذج! والتنظيمات ليس لها علاقة بدعم الشرطة، على طريقة النموذج المقترح لأن ذلك نوع آخر من أنواع الفلتان. والشرطة قادرة على فرض القانون وتطبيقه في المجتمعات ولا تحتاج إلا لشعوب واعية ومثقفة، وليس للفرق التنظيمية التي قد تثقب السفينة.