أصل الحكاية فلسطين ليست للبيع بقلم: حاتم أحمد الخطيب
تاريخ النشر : 2020-07-29
أصل الحكاية ... فلسطين ليست للبيع

هيهات منا الاستسلام ... هيهات منا الركوع هيهات ... النصر لمقاومة الشعب ... آت ... آت

صرح رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس السيد (إسماعيل هنية) لموقع قطري بأن حركته رفضت عرضاً دولياً قدمه وسطاء قبل شهرين من وحي "صفقة القرن"، يتضمن منح الحركة مبلغ "15 مليار" دولار أمريكي وبناء ميناء ومطار والموافقة على إقامة دولة بغزة، مقابل نزع سلاح المقاومة وإنهاء حالة العداء مع الكيان الصهيوني والانفصال التام عن الضفة الغربية. بغض النظر عن طريقة الرفض وقوته وما رافقه من تأكيدات على الثوابت وإيمان الشعب بقضيته وتصميمه على نيل حقوقه المشروعة والثقة بالمقاومة والنصر، إلا إنه بمجرد صدور التصريح والاعلان عن هذا العرض احتدم الجدل الفلسطيني بين ناقد وعاتب علي السيد (إسماعيل هنية) الذي يحظى بتقدير واحترام كبير لدى قطاع واسع من الشعب الفلسطيني، لإعلانه الصريح وإشارته الإعلامية لهذا العرض الذي لا يستحق الذكر أو التنويه إليه بالمطلق لسخافته وسذاجته واستهتاره بالحق الفلسطيني وعدالة قضيته وثوابته ونضالاته الطويلة والعظيمة وتضحياته الجسيمة في درب تحرير فلسطين كل فلسطين، إن مجرد الإنصات والاستماع إلى هذا العرض المسموم لا يليق بأخ مجاهد كبير وقائد لحركة حماس المقاومة الذي قدمت خيرة قادتها المجاهدين وأبنائها المقاومين في درب الشهادة والجهاد، أصل الحكاية إن فلسطين ليست للبيع ولم ولن تكن في يوماً من الأيام قابلة للمزايدة والتسعير في سوق النخاسة، ومسألة تحريرها ونصرها صبر ساعة يدفع ثمن ومهر الحرية للوطن كل أبناء الشعب الفلسطيني في مقدمتهم حماس وكل فصائل المقاومة، إن السيد (إسماعيل هنية) تم استدراجه للفخ بتعاطيه وذكره للعرض الاستكشافي الذي نصبه مقدمي العرض السفهاء ومن خلفهم الكيان الصهيوني وأمريكا وحلفائهم، الذين كانوا واثقين ومتأكدين من رفض هنية للعرض ولكن هدفوا لجس النبض وقراءة كيفية التعامل ورادات الفعل، مجرد ذكر الحدث والاعلان عنه فتح ثقب بالجدار ويوجد احتمال أن يتسع ونافذة أمل ممكن الولوج من خلالها بمضاعفة حجم وسقف العرض والعروض القادمة وتقديم المزيد من الاغراءات، وإدخال وسائل التأثير والضغط العربي والدولي للقبول بصفقة حدها الأقصى دويلة غزة وجزء من سيناء. قد تكون وجهة نظر هؤلاء العاتبين صائبة ومحقة ولكن على الجانب الأخر أنبري الكثيرون من قادة حماس وأنصارها بالإشادة في موقف رئيس حركتهم، واعتبروا الإعلان صوت كل الأحرار وإن الحصار على غزة لن يجعلها تركع وتخضع للمساومات، واستشهدوا بالمسيرات الجماهيرية التي خرجت مؤيدة لرئيس الحركة بقطاع غزة بعد تصريحاته الرافضة للعرض ،والتي هتفت باسمه دليل قوة قد يصل لدرجة النصر، وأكدوا على ثقة الجماهير بحركة حماس التي تراكم القوة وتحقق الانتصارات المتتالية رغم الحروب الصهيونية على غزة والاعتداءات المتكررة والمخططات الدنيئة لهزيمة شعبنا. تبقى الحقيقة الثابتة بين الموقف الناقد والعاتب والموقف المؤيد إنها وجهات نظر مختلفة تبني من خلال زاوية الرؤية للحدث، ولكن يجب أن لا يغيب عن بال القائد الكبير هنية وكل القادة الفلسطينيين إن العدو الصهيوني يستخدم كل الوسائل والأساليب والآليات في شن عدوانه الشامل على كافة المستويات والصعد من أجل تصفية القضية الفلسطينية، متسلحاً بضعف العرب واتفاقياتهم الاستسلامية معه من كامب دافيد حتى أوسلو ووادي عربة وغيره من الهرولة الغير مسبوقة للتطبيع والارتماء في أحضانه من عربان الخليج بلا ثمن يدفعه أو حياء يمنعهم من الخيانة للأقصى والمقدسات، هذا يشجع المحتل لكي يناور مع حركة حماس والمقاومة على اعتبار ان كل العرب ممكن اسكاتهم وشرائهم بالرشوة والإغراءات، على قاعدة فليجرب فتح الأبواب وأسلوب العصا والجزرة ولن يخسر شيئاً في ظل نظام عربي جله يرتمي في عباءته وبالحقيقة معادون للمقاومة ومحورها ومشروعها، جاهزون لخدمة الاحتلال وتنفيذ مؤامراته بالعداء المباشر لمشروع المقاومة أو ترويضها والضغط عليها وحصارها لكي تستسلم، لكن هيهات منا الاستسلام ... هيهات منا الركوع هيهات ... النصر لمقاومة الشعب ... آت ... آت.