العيد فرحة منقوصة بقلم:د.منجد فريد القطب
تاريخ النشر : 2020-07-29
العيد في زمن الكورونا مذاق خاص و فرحة العيد منقوصة في العالم العربي و الاسلامي الذي يعاني من احتراب و اقتتال و كورونا

يعيش العالم العربي أجواء مثقلة بالاضطراب و الألم و الفراق و غلاء الأسعار المعيشية و انهيار بعض العملات العربية مقابل العملات الأجنبية و ركود اقتصادي أجواء سالت فيها دماء بريئة أدمت قلب كل عربي و محن غير مألوفة و اعمال قتل و تخريب الممتلكات العامة والخاصة و ترويع للمواطنين العزل و ما تركت من آثار في الجوانب المادية و المعنوية و الإجتماعية

يقولون بأن الشدائد تكشف عن معادن الرجال و أن المحن تولد منح و ما على الأمة العربية إلا استخلاص الدروس و العبر مما جرى من سفك لدماء طاهرة على أراضيها و العبور نحو مستقبل مشرق و الأخذ بزمام الأمور لقيادة المشهد بدلا أن نكون دوماً منقادين خلف خطط و أجندات تحاك لنا في الخارج

رؤية المستقبل و النظرة الشمولية لا تتحقق إلا بقراءة الماضي و فهم للحاضر و إدراك أن المؤامرات لا تدحر إلا عندما تكون مناعة أوطاننا عالية تماماً مثل فيروس الكورونا الذي يستهدف الأجساد الهزيلة و أصحاب المناعات الضعيفة و الأمراض المزمنة

المؤامرات ستستمر للمواقع الجيوسياسية الغنية التي يتمتع بها الوطن العربي و لكن هناك خلل داخلي لا يمكن ترميمه من الخارج بل بحاجة لترميم داخلي و بصناعة و أيدي محلية لأن أهل مكة أدرى بشعابها و العرب أدرى بمواطن الضعف التي سهلت للغزاة و الطامعين التسلل إلى أراضيهم و نهب خيراتهم

هناك فقر و بطالة و جوع و ظروف إقتصادية و معيشية صعبة و استثنائية و في هذه الأيام المباركة لا يمكن إلا أن نستذكر خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم من على سفح جبل عرفة قبل العيد عندما قال إن دماءكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا هل بلغت اللهم اشهد

على صدى الحروب و الصراعات الدموية لا يمكن إلا أن نظل مفعمين بالأمل بإنهاء الصراعات و صلة الأرحام و مستقبل مشرق للأجيال يحاكي ماضي الأمة الزاهر

الدكتور منجد فريد القطب