مونودراما ارجموا مريمهوليود غزة.. لينا العاوور بقلم:د.حكمت المصري
تاريخ النشر : 2020-07-29
مونودراما ارجموا مريمهوليود غزة.. لينا العاوور بقلم:د.حكمت المصري


د.حكمت المصري
تجسد واقع حياة المرأة العربية بشكل عام والفلسطينية على وجه الخصوص التى تحيا حياة قاسية من جراء الواقع الاجتماعي المرير الذي أفرزته القبيلة والعادات والتقاليد والأعراف الباليه و التى ما زالت موجودة حتى وقتنا هذا.
إستطاع المخرج مصطفي النبية Mustafa Elnabeih كعادته الخروج من عنق الزجاجة ليسلط الضوء على قضايا المرأة بكل مصداقية وجرأة ووضوح ولم تكن كلماته المنتقاه بعناية فائقة في كتابة السيناريو كافية لولا انه استطاع أيضا اختيار شخصية الممثلة التى أبهرتنا في إيصالها لرسالة العرض من خلال إتقانها
اللامحدود وهى تستخدم جميع ما تملك من خفه ورشاقة وطلاقة الحديث بلغه جسد وإيماءات وكأنها تعزف على البيانو.
لينا العاوور فتاة عشرينية رأيتها للوهلة الأولى وهى تراقب أعداد الحضور القادمين لمشاهدة العرض من خلف ستارة سوداء في قاعة كادت أن تخلو من نسمات الهواء بسبب حرها الشديد ، إلا أنها خرجت إلينا دون مقدمات لتبدأ في عرضها الصامت لمعاناة المرأة التى يخنقها الحصار أولا في اكثر بقعه مكتضة بالسكان ،
يليه عادات وتقاليد واقتصاد سيء وارث اجتماعي بالى ..
لم تكن لينا الوحيدة بالعرض بل كانت عبارة عن خلطة سحرية عجيبة من الإتقان والروعة في عرضها لأكثر من عشر شخصيات تتحدث عنها المسرحية ، أستمر العرض لأكثر من ساعه كاملة والصمت والدهشة يخيمان على المكان وكأنها إحدى ممثلات هوليود.. تسألت كثيرا أثناء مشاهدتها عن كم الوقت الذي استغرقه مصطفي وطاقم العمل للخروج بهذا الإبداع في شكله النهائي وحتى أكون منصفه هنا فإننى أعترف بوجود بعض الهفوات البسيطة التى لم تؤثر على سير العمل مطلقا مقارنه بتعدد
الأدوار وقلة الإمكانيات الفيزيقية التى تتعلق بمكان العرض .
لم يخلو السيناريو مطلقا من إبراز دور رجال العلم والسياسية والدين فيما وصل إليه حالنا فكانت هذه العبارة الصادقة ضمن ما ورد في النص"كيف لرؤوس مثقوبة مخترقة أن تحمي وطناً وقضيتها محصورة في جسد أنثى" لقد كنا جميعا في قاعة العرض ( زهرة،كفاح ،فاطمه ،وفاء،سعاد،بديعه،سعيد،سامى ،خالد ، ابوالسعيد )
ولقد تحدثت عنا لينا بكل وضوح فكانت أكثر قوة منا في تسليط الضوء على واقعنا المرير فقرعت جدار الخزان بقوة لتتركنا امام عبارة أخرى قالتها أثناء العرض .
"لن ينتهي البؤس أبداً" ما لم تكن هناك وقفة جادة من قبل المؤسسات والحكومة ورجال القانون والدين والتشريعات والسياسية والنساء لحل القضايا التي تتعرض لها المرأة بإستمرار خصوصا في ظل إرتفاع مستوى الجريمة والعنف على المراة ..
ليكن شعارنا قولا وفعلا اننا نستحق الحياة ما استطعنا إليها سبيلا فدعو مريم ولا ترجموها بألسنتكم.
دكتورة حكمت المصري.