عن إدارة الذات
تاريخ النشر : 2020-07-29
عن إدارة الذات


عن إدارة الذات
محمد قاروط أبو رحمه

اخطأ ستيفن كوفي مؤلف كتاب العادات السبعة في تعريف إدارة الذات عندما ذكر أن
"إدارة الذات: هو أن أبرمج بوصلة حياتي، أي يعنى: في أي اتجاه أريد أن أسير".

الخطأ الأول في استخدام مصطلح (أبرمج)، ومصطلح البرمجة يصح في الاستجابات (السلوك) المتعودة وليس في الاستجابات (السلوك) الواعية، وإدارة الذات سلوك واعي.

والخطأ الثاني، أن المبرمج ليس له (اتجاه) يسير إليه، وإنما يسير في اتجاه من برمجه،

والخطأ الثالث، أن المبرمج لا إرادة مستقلة له، وان إرادته مرتبطة بمن برمجه.

والخطأ الرابع أن الهدف يجب أن يظهر في إدارة الذات (على شكل أهداف مرحلية)،

والخطأ الخامس، أن مفهوم إدارة الذات يجيب على سؤال الهوية من أنا؟ وما الذي أريده؟ في حين تهتم إدارة الذات في الإجابة على سؤال كيف أحقق ما أريده.

والخطأ السادس أن الذات ككل تشتمل على ذاته الفردية وذاته الاجتماعية، والذات الاجتماعية (الجماعية)، وهذا لم يظهر في تعريفه.

حتى لو استخدم عبارة (أن أبرمج حياتي)، أي أن يقوم الفرد ببرمجة حياته ذاتيا، فهذا أيضا خطأ، لان البرمجة تنفي الفاعلية والتفاعل في البيئة التي يريد الفرد تحقيق أهدافه بها. والبرمجة هنا فعل أناني لا يأخذ بالاعتبار مصالح الجماعة.
كان الأصح أن يقول إن إدارة الذات:

هي فن استغلال مكونات الذات المعرفية والإدراكية والوجدانية لتحقيق أهداف ذات الفرد الذي يصنعها لنفسه او أهداف الجماعة التي ينتمي إليها.
ويستخدم الفرد وظائف الإدارة الأربعة، التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة، في إدارة ذاته.