الحَفَرْ في الَصخَرْ بقلم:جمال عبد الناصر أبو نحل
تاريخ النشر : 2020-07-29
الحَفَرْ في الَصخَرْ  بقلم:جمال عبد الناصر أبو نحل


*الحَفَرْ في الَصخَرْ*

تمُر بنا الحياةُ الدُنيا، وتدورُ عجلة الأيام، وتحُور، عاجلةً، جميلةً مُتجددةً  مُتجملة، مُوُرِدةً ومُزهرة مُعطَرة، عَاطرةٍ، كَحَبيبةٍ مَحبُوبَةٍ مُّحِّبةٍ مُحَبَبَةٍ مُتَوَدِدَةٍ، عَاشقةٍ هَائمة، عَائمة، نَائمةً، غَائَمِة، نَاعِمَة، ساَحِرة، جميلةٍ  فاخرة  حَليمةٍ حَالمةٍ؛ أو مُوجلةً مفُجعة، مُهلكة، قاتلة، مُدَّمِرة، في جائحةٍ فَيروُسيةٍ مُستَحَكمةٍ، ومُتَحَكِمة، مُتَمَكِنِة، ومُمَكَنة، مَجَهُولةٍ ومهُولة، منتشرةٌ ومتوسعةٌ، وغيرِ معروُفة ولا مألوُفة!؛ فَتاكةٍ مُؤِّلمَة، ومُهلكة، سَاحقةٍ سيَارةٍ ماحقة، فائِقَةْ، مُميتةٍ مُنَّفِّقِةْ، نَافِقة!؛ حَامِيةٍ، خانقة، وللأنفُسْ ضائقة مَاضيةٍ قَاضِيَة، وهي تلُفُنا، وحاصِرتَنا، وحجُرتنا، وحَضُرتَنا، وأسَكَتَتَنا، وسَكَنَتَنا، أوجعتنا، وأفجعتنا، وأفقرتنا!؛ والدُنيا تُّطويِنا، وتَحتُويِنا، وتَرفعُنا، وتَخفِضُنا، وتَدمغُنا، وتُدِّمِعُنَا، وتُبكَيِنا، وتُفِرِحُنا، وتُحزِنُنا، وتُنَّسِينا، وتَسَقَيِنا، وتُشَقَيِنَا، وتُّجَّليِنا، ولا  تُحَلَيِنَا أو تُّبُقَيِّنَا، وتُخُلُنا فَّتُخَلخِلُنَا وتخلعُنَاْ، فمَا تُخَلِينَا!؛؛   وتُمطُرنا أياماً بَرداً، وسلاماً، وأيامًا زمَهرَيرَا؛ ثم  تسيرُ بنا، وتجُرْ، فَيأتي المُرُ، والَحَرِ الحَارق الحرور لهيباً لَيَكوُيِنَاْ، ويَشَوْيِنِا؛ ثم تَبِّرُ، وتجبرُ، وتَكسرُ، وتَقرْ، وتقرقرُ وتجرجرُ إلي حيثُ المُستقر، ثُمْ  تَسيرُ  الأيامُ، وفيها  السرورٌ، والشرور، وتمُرْ  مُروُرَ، النارٍ؛ في التنُور، وكالنُورْ، ثُمْ تدور، وتحُور، في كَرٍ، وفَرٍ، ومُرٍ، وحَرِ، وحُرٍ، وحريرٍ، كخرير المطر، في  بكورٍ، وسَحُورْ، في كل العصور، والدهُور، والدُور؛ ثُم تَدُور أحيانًا كالمسكِ، وتعبرُ  كالَعنَبر، وتارةً  تصيرُ  تَعَفِرُ  الغُبار العَابر، والدمار،  وتمُر الأيام بما فيها  من خيرٍ، وجُور،  وتطيرُ  كالطيرِ، الباَهرِ  كأيام الفجرِ، ولَيَالٍ عَشرْ، والشفعِ، والوَتر،  تَّسَرِ كاَلعَطَرِ، وكالبخور، والنور، والسرور، مع التبكيِر بالتكبير، لا بالزُورِ، والتزمير!؛  فهنيئاً لمن أجار الجار، ثُم سَار، وأصَر، وأَسَرْ،  وعبر، وجَبر الخواطر، وأشاَرْ، وشَّاوُرَ، ودَوُرْ، ودَارْ بين الدُور  رحيقاً  كالزهُورِ،  والعطور،  فأعطي الجَوُاهِرْ، والأسَاوَرْ، وكان بالمنظرِ، والمظَهَرِ، كالجُوهَرِ، والمَخبرِ؛؛.

 وإن المُر حتماً سَّيَمرُ،  فبادر بِالخير، والجَبرِ، كالبحرِ  الهدارِ  القادر،  والنهَرِ  الَجَارِ، وقَبل أن تُغادر،  وتعَبُر  في المقابر، وتجاور  سكُان القبور  بادِر قبل  أن تُغادر  بادر!؛؛ واحَفِرْ في الصخر، رغمِ الضُر، والفقرِ، والحرِ، والجّرِ، والكَّسَرِ، والمُر، والشرِ، والخَيرِ؛؛؛

 وفي الفَجرِ، والَظُهرِ، والعَصرِ  كَبِّرْ، وهلل، واصبر، وصابر، وثَابر، ولا تتكبر أو تَتَجبر!؛ حتى  لا تخُسر، استمر  احفر  في الصخر،  واصَّطَبِّرْ؛؛ قال تعالي:  “وما يلقاها  إلا الذين صبروا”.

الأديب الكاتب، والباحث الصحفي، والمفكر العربي والإسلامي
  الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل