تُرابيٌّ حتّى فِي العِشقِ بقلم:عبد اللطيف رعري
تاريخ النشر : 2020-07-29
تُرابيٌّ حتّى فِي العِشقِ بقلم:عبد اللطيف رعري


*تُرابيٌّ حتّى فِي العِشقِ*

*********************** **********

*هَذا أنا ...*

*فِي عالمِ العِشقِ*

* أنفردُ بشجَرتي وأسْقيها لوَحدِي*

* وحدَهُ اللَّيلُ*

* يسرقُ منِّي بعض الغَمزات ِ*

*لكنَّها تظلُّ بارِدة...*

*هكَذا أنا...*

* منذُ شَهقتِي الأولَى *

*أصمتُ كثيرًا في وجْه العاصفةِ*

* لا أشكُو أمري لحبيبٍ*

* ولا أدعُو هَجري لغَريبٍ*

* حتّى تولدُ بين أصَابعِي*

* عُيونًا*

* باكِيةً*

* تخفِي قحْطي..*

*أنا لا أدَاعبُ الجمرَ حينَ تحْترقُ الغابةِ *

*لكنِّي أصَفِّقُ للرِّيحِ*

* حينَ تأكلُ الحِجارَة *

*وتصنعُ منَ الرَّمادِ*

* دُمى للصِّغارِ*

* ومَا يماثلُها للأطْفال.ِ..*

*وحْدِي أضعُ قلادةً مِن زَهرِ الرّمانِ*

* في عُنقِ الماءِ *

* ليصيرَ عريسًا للنّارِ*

* وأنجُو من الحَرِيقِ*

* قبلَ أنْ تتعرّشَ مِن حوْلي الأخْشابُ*

*أنا مِن فَرطِ عِنادِي*

* أخْفي شَطارتِي عنِ اللَّيلِ*

* لتقودُني نجُومَه إلى أسْرارِ المغَارَة...*

*أحيانًا*

* يقُودني غضبي*

* إلى خرقِ صدعِ الحائِطِ*

* للأشُمَّ رائحةَ الموتى *

* لكنّ عَصاة حَفارِ القُبورِ*

* تَرسُمُ على وَجهِي*

* عَلامة أنِّي كافرٌ..*

*أجرُّ أثقالي إلى خَرم إبرةٍ*

* فتتّسعُ لي الأبجَدِيات*

* لكنّي*

* لَستُ شَاعرًا تحتَ الطّلبِ*

* فلا أحدَ إذن يُوقفنِي عنِ المَشيِّ ..*

*ويَدي مَمدُودَة للمَدى *

*وبينهما طيور السّلام تتهيأ لرِحلة اللاَّرجُوعِ *

*قُبلاتِي هديةٌ للمَطرِ *

*حتّى تنْتهِي أعْراسُ الذِئابِ بِكلِّ ألوَانِ الطّيفِ..*

*بوجهٍ...*

* مدْسوسٍ في الماءِ*

* أخْتزلُ وجُودي في مُداعبةِ صمتِ المَقبرةِ*

* فأجتثُ أعْراشَ شَجرتي*

* كَي أصْنعَ زَورقًا لمَسافةِ العُمرِ ..*

*بِوَجهٍ...*

* تَأكلُه الألوَان, يفْتضِحُ أمْري أمَامَ المِرآة *

*فَلا يَكْفينِي البُكاءُ...*

*ولَا تَكْفينِي الوَلْولَة...*

*حَتمًا*

* سَرِيرِي الشَّائكِ *

*وغِطائِي المَثقُوبِ *

*سَيذكِّراني منْ جديدٍ بمِيعادِي معَ الغَضبِ ...*

*بِوجهٍ...*

* لا يَحتَملُ قِناعًا *

*كنتُ أهادنُ ورقةَ التوتِ *

*لتصمدَ مَرَّة أخِيرة*

* لرَقصَةِ الرِّيحِ *

*فسَوءتي بارِدة كَكرباجِ الجلاَّدِ ..*

*ولا ألْعقُ أصابعِي مبلُولةً برَحيقِ الصبّارِ *

*لأنَّ غايتِي فِي نفْسِي*

* أنْ أمَزِّقَ شِراعَ السفِينة التِّي لا تُبحرُ ضدَّ التِّيارِ.*

*أن أهدَّ جدارَ الرّملِ بِمسحةِ مِنديلٍ*

* مِن بِدايةِ الكَونِ حتَّى مُنتهَى الوجَعِ *

*لأعُود كَما كُنتُ بِجاذبيةِ السّمَاءِ *

* حَاكماً للأفلاكِ ..*

*لا تسْتلهمُني*

* بائِعة الخُبزِ الأسْودِ*

* برُمُوشٍ غَشّشَها الكُحلُ*

* ولا تسْتهوينِي طلَّةُ الموجِ مِن سُطوحِ الأفُقِ *

* بِستائرِ التَّبرجِ*

* هذا أنا *

*.بأصابعَ نحيلة كأعوادِ الدِفلى *

*لا أستثني الحَجر مِن التُراب ِ*

*لأحرقَ صُوَّرَ العَالم*

*تَحتَ حزْمةٍ مِن تبنٍ*

* تسلّلَ العَرقُ إلى نصْفهَا ...*

*وأخِرُّ*

* عبداً*

* يَحتملُ*

* طُقُوسَ الطَّاعةِ *

*لِعشقهِ المَفقودِ....*

*بوجهٍ...*

* مُعرَّقٍ ...*

* مُجهَّمٍ ...*

* عَصيبٍ ... مُقطبٍ...*

*هذا أنا *

*بِكلِّ مائِيةٍ ,والضَوءُ يسْبقنِي*

* أصِيلُ العدَمِيةِ واللَّاوجُودِ *

*أقْتفِي آثارَ الرَّبِ لصِياغةِ عالمٍ آخَرَ ...*

* هَذا أنا *

*تُرابيٌّ بمَحضِ صُدفةِ الظِّلالِ *

*لا أتبثُ علَى حَالِ *

*حتَّى*

* أرشُّ *

*المِزهَرياتِ بِعبقِ الأرْواحِ اللاَّفانِيةِ.. *

*ألا نُغيُّر مَعالمَ الحِيرةِ..؟*

*ألا نهندسُ الصّور من جديدٍ ...*

*ألا نُعيد ميكانيكِية الحرفِ إلى عَصرِ الحجرِ..؟*

*ألا نُغير مَجرى الزَّمان بِقلبِ طَبائعِه..؟*

* تُرابيٌّ حتّى فِي العشقِ ....*

*بِطَاقتِي....*

* شَجرتِي*

* والحُلول*

* فِي أفنَانِها ....*


*عبد اللطيف رعري/فرنسا