أسامر وحيداً مدفأة بقلم:عزيز فهمي
تاريخ النشر : 2020-07-26
أسامر وحيداً مدفأة  بقلم:عزيز فهمي


كنت سأغني لك هذا الصباح
لكني لم أجد شفتيَّ
تركتهما مطبقتين على فم الجمر
جمر الشوق إليك
ورحلت...
كل الذين قطفوا بسمة
من محياك
وعلقوها فاكهة يانعة
على غصن الكلام
أخبروني أنها أمطرت
في حقلي أزهار بنفسج
وزعتر
فهل من الضروري
أن أبوح لك
مع كل فرحة صباح
مع كل وحدة مساء
حين أسامر وحيدا مدفأة في بهو البيت؟؟
ألا تكفي رجفة شفتيَّ
على كل المرايا
انكسار رموش العين
ذبول النظرة
احمرار خدي خجلا
ألا تكفي هذه الكلمات
الحبلى بندائك
كي تدركي حمى الصبابة في أوصالي ؟؟
هل تريدين
أن أشعل الشموع البيضاء
في فم العاصفة
لأنير للضباب عتمة الدخان
أخلط الممكن بالمستحيل
في صحن مكعب فوق المائدة
وأصيح كمعتوه تسخر منه القبيلة:
إني
أحب الموت عشقا فيك
كي يشعلوا البدر لي فانوسا
اتزهد فيَّ وفيك
أسرف كل رغباتي
كي يضعوا الزهور على شاهدة
لم تشهد شيئا سوى حيرتي
وبضع دموع لا طعم لها
على خد التراب
الذي يغطي تربتي
إني سأولد بعد موتي ثانية
هذه المرة
أولد على شاكلة نخلة
لأهدي لك الرطب دربا
أراك في السراب عطرا
فأفرش لك ظلالي
أُسكرك بحلاوة التمر
وأعانق السماء فرحا
كي تظلي وحدك
فيها البدر
وأقواس قزح تلبسها الفراشات
معطفا
فأحترق في دهشتي
حين تلوحين شمسا...
عزيز فهمي/كندا