ثمة صمت لامرأة خلف النافذة
عطا الله شاهين
خلف النافذة تقف صامتة
ضوء انارة الشارع يبين وجهها..
لن أنظر من النافذة لأراها بصمتها المحيّر
أقف في العتمة خلف النافذة منذ زمن وأقنع عقلي لكي أراها
حيرة تريكني أو ربما عدم يقين، يقين يصرخ لماذا تقف صامتة، وكأنها تراني لأول مرة
سأتخيل بأنها ليست واقفة خلف النافذة
الأريكة حزينة بدون جلستها، تشتاق لجلستها الخجولة
أحاول أن أتخيل بأنها جالسة بخجلها المحيّر على الأريكة كما زارتني ذات زمن ولّى لتطمئن عليّ من وعكة ألمت بي
ثمت صمت لامرأة خلف النافذة
امرأة تحيّرني باعجابها بي، ولكنها مترددة بالدخول إلى حجرتي المكركبة
الصمت في عينيها هو من يشدني إليها..
لن أنظر من خلف النافذة، لأنها لربما سترحل
سأظل واقفا خلف النافذة
لعلّها من صمتها ستراجع ترددها بالدخول
أتخيل بأنني أرى رغبة في عينيها
الغيمات في هذه الليلة يكثرن في السماء ويحجبن ضوء القمر
العتمة تزداد حلكة
لا أرغب في رؤيتها امرأة اخرى
لا أريد إن أظل راغبا، وهي تقف بصمت خلف النافذة، وكأنها مترددة مثلي في رؤية بعضنا عن قرب
يعجبني صمتها المحير خلف النافذة
سأتخيل بأنها على الأريكة جالسة بصمتها، الذي يجعلني مترددا في دعوتها للدخول
ثمة صمت لامرأة خلف النافذة
لا أدري لماذا تتردد بمناداتي
لن أدعوها لتدخل
سأتركها تقرر بفك صمتها خلف النافذة
لعلها ستدرك بأنها أتت لتحدثني، لا لتصمت، وكأنها لا تريد إثارة الحُبّ..
ثمة صمت لامرأة خلف النافذة بقلم: عطاالله شاهين
تاريخ النشر : 2020-07-25
