بقلم: نجاة نصر فواز
صنعتُ حبيباً من كذبة وضحكة، وزرعته بمقاهي احدى المدن العربية، جاسوساً علقتُ فوق جيب قميصه جهة القلب نيشان الحب الابدي.
كل فجر ارسمه بائعا متجولا، ولما يتوهج الضوء أُرسله ليقف خلف بسطة يبيع فيها الدخان المهرب لفتية يرتدون سراويل جينز زرقاء اللون، تكشف مؤخراتهم وكلمات فقدت ثوبها الاسود الطويل، فصارت عارية تتعطر بالعنتريات الكاذبة أيضاً...
عند المساء أُعيد رسم هذا الحبيب من خيالٍ، لأراه شاعرا من وهمٍ، يقرأ قصائده المسروقة عن نهديّ مدينة أدمنت القراءة والالحاد. مدينة تاهت صورة الله بين أزقتها.
بالليل الطويل، أُعيده عاشق يتسكع في حواري ذات المدينة الذاهبة لصلاة الفجر، اتركه ليتوه بدروب الحب، مثل زجاجة خمرة فارغة مرمية عند قارعة الزمان الذي يحفظ عن ظهر قلب خطوات خيول عربية عائدة من مخيلة رسام ظن خطأ ان صلاح الدين نبياً، فأمتطى صهوة حصانه وذهب جهة الريح ليقاتل ما تبقى من تاريخ، ما مل يفترس ارحام أمهاتنا، لينجبننا إشقياءً تعساء، ويقهقه لحكاية جدتنا عن الغول الذي اكل كل البشر حتى اولاده، وتركنا لأننا خير أمةً ترعى الغنم، وتسقي الابل وتحرس كف الله عند عيون الماء ورمل الصحراء.
بالنهار اتخلى، كعادة قبائل العرب عن صاحبي الذي صنعته من خيالٍ، وانشغل بالنميمة....
الحارات بنات النميمة، والثرثرة الناعمة مثل راقصة خسرت خاصرتها وبعضا من اصابع قدمها اليمنى...
المدن اخوات النميمة غير الشرعيات، فهن بنات الهوى سيدات الخطيئة....
الخطيئة جنة الله التي طردتُ أنا حبيبي منها....
الخطيئة ذئبتي الشرسة، لما رسمت حبيبي من خيال، حولت الاوراق لغابة وزرعت الليل بالعواء....
العواء صلاة الدم النازف من كف راهبة عضتها الخطيئة..
الصلاة عقاب التائب عن الحب، الهارب من الخطيئة
الحب جائزة التائه بدروب الخطيئة..
التوهان خريطة هدية الله للهارب من الخطيئة
الله الناجي الوحيد من الخطيئة
الخطيئة وهم قبائل العرب بصحراء من خيال وقهقهات غيمات نجون، بأعجوبة من قبضة المطر...
المطر رسالة السماء للعشاق..
العشاق فكرة الله الخاطئة عن الحب...
الحب وجه الله الغائب...
الغائب الله الذي صار قلب حبيبي الذي رسمته من كذبة وضحكة....
انا التي اضاعت هويتها، ونسيت تدوين إسمها فوق جسد حبيبها فصار وطن كل النساء الا هي....
هي أنا الناجية من فكرة الحب الغبية، العالقة بطرف قميص حبيبها الذي رسمته من كذبة وضحكة...
****
نجاة فواز/الجليل
حبيبي المُتخيل بقلم نجاة نصر فواز
تاريخ النشر : 2020-07-25