البطل (حسن) - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2020-07-21
البطل (حسن)  - ميسون كحيل


البطل (حسن)

أؤمن بالمقولة! من لا ماضي له فلا حاضر ولا مستقبل له، وإيماني فيها مهزوز؛ والسبب في ذلك يرجع إلى أن البعض وفي الحاضر يرغب بإلغاء الماضي والتمسك بالمستقبل إذا كان له فقط! ولهذا أعرج على ماضي وعلى حاضر في آن معاً، ماضي كانت فيه فلسطين الثورة وحاضر يتزين بأطراف النهار في جريدة الأيام. إنه الإنسان والكاتب والمناضل حسن البطل ابن ماضي حيفا وحاضر رام الله ومستقبل مجهول لوطن تعددت أنواع تقطيعه في الماضي من 48 قطعة إلى 67 قطعة إلى عدد من القطع في الحاضر لم تحسم أعدادها بعد! والسؤال كيف سيكون شكل الوطن في المستقبل! وفي أي مكان سيكون حسن؟

الكاتب حسن البطل شخصية ثقافية فريدة، إنسان علم ومعرفة ويمتاز بالمشاركة المباشرة والغوص في أعماق المجتمع، ملتزماً بقضايا أمته العربية، ومتخصصاً في قضيته ومجتمعه ولا يبتعد عن هموم الوطن، وهو لا يحتاج لشهادتي لكنني أراه فوق مستوى النخبة، ففي العادة يمتاز الكاتب والمثقف بجذب ذهن القارئ و تركيزه عندما يقرأ له، أما حسن فإنه يجعلك تسرح أحياناً في الماضي و ترحل معه وكأنك تسافر معه على نفس الدرجة ثم يعيدك سريعاً للحاضر وللمقال ما يجعل القارئ يمر في مقاله عبر نفق الزمان! لا أبالغ إذا قلت أن قراءاتي لمقالاته وكتاباته جعلتني أشعر بذلك وأسافر ثم أعود وأنا في صلب الموضوع لا أتشتت بل اتنقل عبر كلماته بين الماضي والحاضر. و بين المسميتين ليقة الكنعانية وليئة العبرانية و بين أصدقاءه العابرون عبر محطات الجورنالجيات والفيسبوكيات وبين الديمقراطية وفتح وبين سعيد البطل وحسن البطل حتى جعلنا نتلعثم معه أمام الصرح.

حسن البطل قلم يستحق الاحترام كما يستحقنا محمود درويش ونستحقه، وكما يستحقنا حسن البطل ونستحقه لأنهم ماضي نعتز به ونفتخر وحاضر حتى الأموات فيه من هذه النوعية هم أحياء ومستقبل ننتظر فيه كيف ستكون فيه شكل اللوحة والسيد فلسطين في دفاتر التاريخ عندما يكتب عن إضاءات عبرت و طبعت بصمات واضحة و باقية مهما طال الزمان أو قصر، وتلك هي أيقونات فلسطين وسر بقاء واستمرار القضية إلى أن تنتصر وينتصر معها البطل (حسن).

كاتم الصوت: اتفقت معه على ما جاء في مقال له منع من النشر!

كلام في سرك: إنه علامة ثقافية في طريقي استفدت منها.