صحراء المشاعر بقلم: زكرياء بوغرارة
تاريخ النشر : 2020-07-20
ما الذي يجعل صحراء مشاعرنا...
بيداء تعلن القحط عنوانا..
وتجأر بالضجر
ما الذي يجعل الأفق عاريا
كأشجار الخريف
تساقطت أوراقها في التراب
وتلاعبت بها الرياح
يراقصها الغبار ويداعبها الإصفرار
ثم تذوي تتلاشى كفقاعات الهواء


كنقع الغبار....
تظل معركة إغتيال المشاعر
وحذف البشر
في لمح البصر....
أكون هنا وفي لمح البصر تكون هناك
ثم نختفي أنا وأنت في لمح البصر
وحرقة الأسئلة كنيران المجامر
من ينتظر ؟؟
بعد الليل والكوابيس والظلام الطويل
والاختناق
نسمة من هواء مع هبات الصباح

فمن ينتظر
سيطول به الإنتظار
في زمن العيّارين والحيتان الكبيرة والتماسيح
والغيلان والبركان والإنشطار

من يتنظر؟؟؟
ربما هو من ينتصر في هذا الحصار
لعله مؤمن بالانتصار
مؤمن بلحظة للحياة تحت ظل عرش الاخضرار
لحظة الإنعتاق من السارقين
من المارقين
من الخارقين

المغفور لهم أحياء كانوا أو ميتين
هم علّمونا بقهرنا
في أوطاننا أن نكره أوطاننا
في أوطاننا كنّا بهم دوما
خاسرين
هو الحنين للرحيل
للحظة ربح مستحيل
في زمن السمسار
والتجار
من سودوا بالظلام البهيم
كل ما في الحياة من بياض
أو ورود فل ورياحين

تمتد بنا حرقة السؤال....

ما الذي يجعل هذي القلوب كجلمود صخر
ككومة من تراب أو حجر
ما الذي يطلق في وجوه الشر
خفافيش الظلام
صرخة كأعاصير الطريق
موذنة بطوفان نوح
ملتهبة بنار لها مليون لسان
ذات وهج وشرر
ما الذي يعيد الدفء لصحراء المشاعر

في زمن الاحتراب
ومن للحراب
زمن الاغتراب
زمن من غضب
زمن للخراب