جلسة من نور..بقلم: محمد وهبه
تاريخ النشر : 2020-07-16
جلسة من نور..بقلم: محمد وهبه


جلسة من نور

شعر:  محمد وهبه 

جَلْسَةٌ مِنْ نُورٍ


كانتِ المرةَ الأولىٰ

حينَ التقيتُ الظَلَامَ

بهدفِ التقربِ

مِنْ الحزنِ

والبكاءِ عَلَىٰ الأطلالِ

كنتُ تائهًا

هَاربًا مِنَ الناسِ

ومِنْ نفسِي

حينَ جلستُ

كانَ السكونُ كثيفًا

زحمةُ هدوءٍ

نقاءٌ وفيرٌ

مرورُ نسيمٍ

كنتُ خجولًا

خائفًا

كان الظَّلَامُ

بالنسبةِ لِي

سيدَ الأحزانِ

ورايتَهَا

لكنِّي وجدتُهُ

مصغيًا متفهمًا

أحضانُهُ حنونةٌ

منيرةٌ

صمتُهُ بليغٌ

ووقارٌ جميلٌ

وعفويتُهُ صادقةٌ

يفهمُنِي دُونَ كلامٍ

يغمرُنِي بإمعانٍ

يوقظُ أحَاسِيسِي

يداعبُهَا وينميهَا

أنيقٌ عريقٌ أصيلٌ

شرعَ أبوابَ قلبِهِ

لضياعِي ووجعِي

كانَ نُورُهُ سحيقًا

ونسيمُهُ عليلٌ

وجَمَالَهُ للقَلْبِ صديقٌ

تحاوَرْنَا بصمتٍ

أدركَ حزنِي

وأيقنتُ شُعَاعَهُ

لَمْ أرَ بالنُّورِ

مَا رأيتُ فيهِ

لَمْ أشعرْ بالحُبِّ

كَـمَا شعرتُ فِي بيتهِ

أسطورةٌ مضيئةٌ

كلَّمَا طالتِ الجَلْسَةُ

تألَّقَ حُبُّهُ فِي داخِلي

وبرزَ النُّورُ

فِي قَلْبِـي

وفِي رؤيَتِي

أيقنتُ بأنَّ النُورَ

يغوِي بصخَبِهِ

يحوِي ظَلَامًا دامسًا

يتغطى بنُورٍ مستعارٍ

ضجيجُهُ يرهقُ الحدثَ

قليلُ الحيلةِ

يحوِي الأشرارَ

ينثرُ الأضرارَ

عَلَىٰ مساحةِ الحُبِّ

يترجمُ الْحُبَّ كرهًا

يقَلْبُ السعادةَ ألمًا

حينهَا أدركتُ

أنَّه لَيْسَ كلُّ

مَا يلمَعُ ذهَبًا

عَشِقتُ الليلَ

وبدأتُ رحلةَ الغرامِ

أصبحَ اللونُ الأسودُ

لوْنِي

وصديقِي العزيزَ

عتبةَ القَمَرِ

رائحةَ السهرِ

نافذةَ الأملِ

بيتَ الوقتِ

والبَحْرِ.