مشروع المثلث الذهبي لضمان الأمن الصحي و الغذائي و الدوائي العربي بقلم: د.منجد فريد القطب
تاريخ النشر : 2020-07-14
من البديهي بأن العالم لن يعود إلى وضعه الطبيعي هذا العام فعدد الإصابات تجاوز ١٣ مليون و الوفيات أكثر من نصف مليون و إصابات يومية تجاوزت ٢٣٠ ألف إصابةالوباء يضرب بقوة الولايات المتحدة الأمريكية و من المستبعد عودة الحياة لسابقها و خصوصا حركة الطيران خاصة بأن الوباء لم يبلغ ذروته بعد في أمريكا اللاتينية و الهند و أمريكا و احتمال مواجهة موجة ثانية من الوباء هذا الشتاء

و بينما ينشغل العالم بأزمة وباء الكورونا المستجد لا يزال النازحون السوريون و اليمنيون و الليبيون يعانون من نقص حاد في الماء و الغذاء والدواء ووسائل التنظيف و التعقيم و التعليم الصحي

أزمات العالم العربي المتراكمة من عدم استغلال الموارد الطبيعية و الفساد و سوء الإدارة و الإعتماد على وسائل بدائية للزراعة و حصاد المحاصيل و النزاعات و الصراعات و مشكلة توفر المياه رغم المواقع الإستراتيجية الزاخرة بمنابع الأنهار و المياه و البحار و رغم خصوبة الأراضي، وضعت بعض الدول العربية في تهديد مباشر من مجاعة غذائية في السودان و ليبيا و اليمن و سلطت الأضواء مجددا على أهمية القطاع الزراعي و التصنيع الغذائي و الدوائي و عدم جعل الدول العربية رهينة للأمن الغذائي

هذا يعيد إلى الأذهان مشروع المثلث الذهبي الذي دعا له الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كنواة لوحدة عربية تبدأ من وحدة مصر و السودان و ليبيا و ترتكز على تحقيق الإكتفاء الذاتي من السلع و المحاصيل الأساسية لسد احتياجات الوطن العربي بالكامل بتوفير أيدي عاملة مصرية لزراعة أراضي السودان السلة الغذائية للوطن العربي بأكمله و بدعم مالي ليبي

لم يتحقق هذا المشروع الرائد بوفاة مؤسسه جمال عبد الناصر و لكن الأمة العربية باشد ما تكون إليه لمشروع مماثل و أغلبيتهم يعاني من عدم وجود شبكة أمن غذائي و دوائي متكاملة 

لا أعرف إذا كانت الدول الغربية التي سعت حثيثاً لإجهاض مشروع المثلث الذهبي لضمان سيطرتها الإقتصادية و السياسية و التكنولوجية على العالم ستدعم مشروع يحقق الأمن الغذائي و الوقائي و الصحي و الدوائي للدول العربية و هي التي تسعى لتأجيج نار الفتن و الصراعات و الطائفية بين مجتمعاتها للسيطرة على مواردها الطبيعية و ثرواتها الهائلة

و لكن طرح الملك عبدالله الثاني بن الحسين للتركيز على الصناعات الغذائية و الدوائية و على الحقل الزراعي يمكن أن يكون نواة لمشروع كويتي طرح مؤخرا بإنشاء شبكة أمن غذائية لدول الخليج العربي خصوصا في ظل أزمة كورونا التي أوقفت تدفق السلع الغذائية التجارة عبر الحدود

الأردن يمتلك موارد بشرية خلاقة و أراضي زراعية و خبرة رائدة في مجال الصناعات الغذائية و الدوائية على مستوى العالم و الإقليم و و دول الخليج تملك عائدات الغاز و البترول و علاقات قوية مع مراكز صناعة القرار الدولي فهل يرى هذا المشروع النور

الدكتور منجد فريد القطب