حرب ضد الحكومة! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2020-07-14
حرب ضد الحكومة! - ميسون كحيل


حرب ضد الحكومة!

الفرق شاسع بين من ينتقد الحكومة من أجل المصلحة العامة، والرغبة في تحسين الأداء والتنبيه لبعض الأخطاء، وبين من يتصيد الأخطاء ويبحث عن الفشل لإلصاقه بالحكومة من أجل قطع الطريق على الناجحين ليجد له موطئ قدم يكمل فيها مسيرة النفاق والاستفادة! وعندما ننتقد نحن الذين نضع مصلحة الوطن والمواطن نصب أعيننا فلأننا نحترم الحكومة ونقدر أعضاءها من رئيس ووزراء وما يتبع، فهذه الحكومة التي بدأت في أبريل 2019، وبدأت معها أكثر من حرب تستهدفها استطاعت الصمود والبقاء والاستمرار في مواجهة هذه الحروب الداخلية والخارجية، السياسية والاقتصادية والوبائية. إضافة إلى حرب من نوع خاص اسمها حرب الإفشال والاستهداف ولأكثر من فئة من الجهات كانت تحبذ فشل الحكومة وقطع الطريق على رئيس الحكومة في أن يتقدم بها نحو النجاح! فهؤلاء سواء البعيدون منهم أو القريبون لهم حساباتهم التي تنحصر في بقاءهم في أماكنهم وليس في منازلهم! ومن وجهة النظر الواقعية والحريصة لا بد من الإشارة إلى أن الحكومة الفلسطينية برئاسة د.محمد اشتية بدأت العمل وتخطت عدد من المشاكل والعقبات بنجاح، ومع انتشار الوباء في الفترة الأولى كانت من أكثر حكومات العالم ابداعاً في الإجراءات في مواجهة الوباء، وقد اتخذت عدد من القرارات الناجحة والتي استطاعت من خلالها السيطرة على الوضع بشهادة الجميع رغم الصعوبات الكبيرة والأوضاع الاقتصادية والسياسية والحصار وقلة الموارد. وبالتأكيد أن هذا النجاح الملفت للنظر لم يعجب عدد من المنتظرين أعداء وأقرباء!! فما الذي حدث بعد ذلك لكي يشعر المنتظرون بالنشوة والفرح وفي إيجاد مساحات لهم للهجوم على الحكومة وانتقاد أداءها بقوة؟ إن محاولة الحكومة لاسترضاء الناس كان من أكبر الأخطاء، فتخفيف أو رفع الإجراءات الأولية كان قرارا متسرعاً! إذ منح الناس وقد تفوقوا على أنفسهم في الانفتاح بشكل تجاوز الحدود وكأن الوباء قد انتهى! والنقطة الثانية، ورغم ضعف الإمكانيات فقد أخطأت الحكومة أيضاً في طريقة التعامل مع التراجع الاقتصادي والمشاكل المالية و كان من المفروض أن تستمر في صرف رواتب الموظفين لأنهم الطرف الذي يستطيع في هذه الظروف من توقف الحياة الاقتصادية أن يمنح جزءاً من الصمود والثبات وفي إنعاش الشارع الاقتصادي ولو قليلاً، النقطة الثالثة، فقد كان من المفروض وبدلاً من فتح باب التبرعات المالية التي لا نعرف أين اتجاهاتها ومساراتها لو أن الحكومة أوعزت إلى الشركات والمؤسسات من كهرباء ومياه واتصالات وبلديات و دوائر بإيجاد وسيلة وخطة تنظم فيها تحصيل الأموال من خلال ايقافها ولو مؤقتاً، ومن ثم إعادة جدولتها وإضافتها على الفواتير اللاحقة التي ستبدأ مع عودة الحياة لطبيعتها، وكان من المفيد والأجدر لو أن البنوك قد قررت المساهمة في دورها بأن أوقفت كافة أقساط القروض ومنحت الجميع فرصة حتى نهاية العام لأن الظروف صعبة وعودة الحياة إلى طبيعتها تحتاج بعض الوقت بدلاً من تصيد المواطن وشيكاته!؟ وكان يجب ايجاد السبل الكفيلة بتقوية المناعة عند الناس من خلال التوافق بين التزامهم بالحجر الصحي المطلوب والإغلاق الذي كان يجب أن يكون كاملاً، وبين تأجيل التزاماتهم المالية. ولو حدث ذلك لم نرَ في الشارع غضب ولا اعتراضات، ولكن أن يفرض اغلاق هنا وحرية في مكان آخر يتفشى فيه الوباء أيضاً كان خطأ، وأن يتم الضغط على الناس في توفير التزاماتهم المالية، والحكومة تعلم بأن الحياة الاقتصادية متوقفة أيضاً كان خطأ، ولو تم النظر بتمعن فإن الناس لا تريد أن تتهرب من التزاماتها؛ ولكنها تطلب منح فرصة من الوقت. ولعل أحد اخطاء الحكومة المتميزة كان في قرارات الإغلاق التي أسميها نص كم لكي توفر الحكومة للشركات والمؤسسات والبنوك مساحة لتتخذ اجراءات التحصيل والعقاب والغرامات. وفي مجاملة الأثرياء على حساب سلامة الناس صحياً والوقوف معهم مالياً! ما أدى إلى تفشي الوباء وانتشاره بطريقة سريعة قد لا يمكن السيطرة عليه وحينها سيقال للجميع اذهبوا واعملوا وافتحوا محلاتكم وعيشوا مع الوباء كواقع! وهو ما يحدث الآن دون إعلان! طبعاً هذا لا يمنع الاعتراف بالدور المسؤول والحريص من قبل الجيش الأبيض في حماية الناس وتعرضهم للخطر اليومي وتواصل الليل مع النهار في تقديم مساعداتهم وخدماتهم دون شكوى أو تذمر، ولا يمنع الإقرار بالدور العظيم لأجهزة الأمن المنتشرة لتنظيم الأوضاع وحماية الناس أيضاً وقيامهم بالإغلاق الأولي الناجح والسهر على حواجز المحبة. وهذا يحسب للحكومة التي وإن أخطأت فقد قامت بواجبها على أكمل وجه لولا بعض القرارات المتسرعة. ونكرر أن الحل الأمثل للسيطرة على الوباء في اصدار قرار يتفهمه الجميع ويلتزمون به، وهو في اعلان اغلاق كامل لمدة محددة يتم فيها السيطرة على الوباء وإلا سيواصل الوباء تقدمه. وسيبقى المنتظرون في حرب على الحكومة. 

كاتم الصوت: الترويج للتغيير الحكومي نوع آخر من الحرب على الحكومة. والله يا مي هيك الدنيا! فئة عاميه ما بتسمعشي !

كلام في سرك: الليل يا ليلى يعاتبني ويقول لي سلم على ليلى. 

رسالة: إلى البنوك...تأجيل أقساط القروض لفترة أخرى عمل وطني يساهم جزئياً ببث روح الإنعاش الاقتصادي، ويخفف الأعباء عن الناس.