رد انجيلي وطني على مقال د. عبد الرحمن بقلم:القس جريس حبش
تاريخ النشر : 2020-07-14
رد انجيلي وطني على مقال د. عبد الرحمن بقلم:القس جريس حبش


رد انجيلي وطني على مقال د. عبد الرحمن
القس جريس حبش

رئيس المجمع الانجيلي الاردني سابقا

قدم د. أسعد عبد الرحمن مقالاً مهما بعنوان "عندما يهدد الإنجيليون ترمب". ويذكر د. عبد الرحمن أن الإنجيليين يحذّرونه من التراجع عن ضمّ أراضٍ فلسطينية، ومن احتمال فشله بإنتخابات الرئيس في تشرين القادم. ويذكر الكاتب أن د مايك إيفانز وهو شخصية إنجيلية قيادية، صرح لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نجاح الرئيس الأمريكي بالإنتخابات يتم بـتأييد الإنجيليين. وأضافوا أنّ دعمهم "لم يبدأ بترمب إنما مع الكتاب المقدس" ...وأبلغ عن هذا أنبياء اليهود"؛ وأن كل مستشار يقدم مشورة للرئيس بالتراجع عن دعم فرض السيادة على أراض فلسطينية يعارض الكتاب المقدس، وأنهم سيدفعون لإخراجه من البيت الأبيض.  ومع اهمية المقال وصحته فيما تم اقتباسه إلا أن التعميم هنا يسبب بعض التشويش ولا بد من توضيح بعض الامر.

لقد أصدر المجمع الانجيلي الاردني والفلسطيني والعالمي بيانات واضحة في رفضها للضم. كما وصدر عدة بيانات من نشطاء انجيليون في امريكا يعارضون اقوال الانجيلين الصهاينة. والمعروف ايضا أن المجموعة التي يعتمد عليها ترمب في تاييده هي جزء من انجيليو امريكا فهاي لا تضم الانجيليين السود كما لا تضم العديد من الانجيليين المؤيدين للعدالة في الشرق الاوسط ويعبرون عن ذلك باشكال مختلفة ومنهم من ايد المقاطعة لاسرائيل وقد اصدر العديد من الانجيليين في امريكا بيانات رفض واضح للضم وللاحتلال.

اما من الناحية العقائدية فهناك ملاحظة بشأن القول أنّ جميع الإنجيليين مُوَحَّدون خلف الكتاب المقدس الذي ذكر فيه أن من "يبارك إسرائيل، ألله يباركه". هذا القول غير موجّه لإسرائيل، إنما موجّه لإبراهيم وهذا نصه: "فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض" (تكوين 2:12). وكلٌّ من إسماعيل وإسحاق هما من نسل إبراهيم حسب الكتاب المقدّس.

أودّ أن أورد هنا كلمات السيد المسيح التي وجّهها إلى اليهود: "لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره" (متّى 21: 43)؛ وأيضاً قوله "هوذا بيتكم [هيكل سليمان] يترك لكم خراباً. لأني أقول لكم إنكم لا ترونني من الآن حتّى تقولوا: مُبارك الآتي باسم الربّ."

إن مواقف بعض الإنجيليين في الولايات المتحدة في تأييد ضم أراض فلسطينية لإسرائيل يناقض المبادئ الأساسية التي يعلّمها الكتاب المقدس وأهمها مبدآ العدل والسلام في الكتاب المقدس. كما أنه يناقض مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان.

إن إسرائيل هي دولة محتلة لكامل الضفة الغربية منذ الرابع من حزيران 1967، التي لم يكن يسكنها أحد من اليهود. وسعت وتسعى خلال هذا الإحتلال إلى خلق واقع جديد بمصادرة أراضي الفلسطينيين وبناء المستعمرات وتهويد مدينة القدس وما حولها. والإنجيليون الأردنيون الذين طردوا من بيوتهم في فلسطين ِشأنهم ِ شأن سائر الفلسطينيين يريدون العودة إلى بيوتهم المحتلة من إسرائيل.