قبلَ كلِّ شيء بقلم:رشا عمران
تاريخ النشر : 2020-07-14
قبل كلّ شيء، ينبغي على هذه الأرواح الميتة أن تتذكّر أمراً لاتستقيم الحياة إن لم تفعل ..
نحن أبناء أمة واحدة، أمة محمّد ..
لو تذكرنا وعيينا جيداً لما متنا قبل أن نموت، والله لكُنّا حيينا حياتين بدل الحياة .. ولكن!
ولكن نسينا ..
نسينا فنسانا الله ..
هذا الوباء الذي أنزله الله علينا يتجاوز علم العلماء، وحكمة الحكماء، وطب الأطباء، وحتى جهل الجهلاء ..
لاشيء يحيط بما أحاطه الله بنا ياأمّة ضحكت من جهلها الأمم ..
مامتنا .. ماتت قلوبنا والضمير الحيّ مات ..
هذا أقلّ عقاب يحلّ بنا من خالقنا ، أنا أعلم أننا نستحق الأعظم ..
" إلا من رحم ربّي "
قلت قولي هذا وفقاً لقاعدة أتبعها منذ نعومة أظفاري "ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء" ..صدقاً ..
قتلنا بعضنا، نهشنا لحومنا، لم يرحم أحدنا الآخر، قسونا ظلمنا نسينا جهلنا تجاهلنا عصينا وبعد ذلك يأتي من لم يقرب الصلاة إلا في عجزه ولم يصم إلا لأجل صحته ولم يزكّي إلّا ليذهب سوءاً حل به، ولايعطف إلّا رياء ،ولايناجي الله إلا هباء ولايقرب سجادته ٳلا إذا ضاقت به كل السبل ..ثمّ يقول "ابتلانا الله" ..
لا يا أخي في الله ..
الله لم يبتليك ، الله يعاقبك يجازيك بسوءتك علك تعود إليه باكياً وتخرّ جوارحك ساجدة لله "أن اغفر لي" ..
الله يعطيك فرصة أخرى ربتما هي فرصتك الأخيرة ومنجاك الوحيد، ربما ها هنا خلاصك فيما تظنه حتفك ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..
"ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين .."
في الآية نفسها إني أرى الوعد وألمح الوعيد ..
قال ربي "وبشر الصابرين" وكأنما الله يخص برحمته من صبر ، ليس الصبر بالمعنى الحقيقي فقط، وإنما أراد به المجاز ،أي من صبر عن أذية أخيه، وعليها، من صبر على طاعة الله ولم يكل ولم يمل ووجد فيها ملاذه ومأمنه، من صبر على دائه وناجا الله بكرة وعشية كي يذهب عنه السوء والمرض، من كان لله وليا في السراء والضراء في الشده والرخاء، أليس هذا الوعد لمن صبر والوعيد لمن كفر؟!
أنت يامن لم تقرب الله إلا لحاجة ولم تطلب حبّه يوماً هذا وعيدك ..
"الذين أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون"
هؤلاء أحباء الله، يالحظّهم ..
الذين كانوا بكيانهم لله بأرواحهم وبنبض قلوبهم بكل جوارحهم كانوا لله وليس لمن سواه، إذا أنزل الله عليهم البلاء عادوا إليه وهم أساسا لم يبعدا عنه، وقالوا" إنا لله "أي أننا نحن ذواتنا لله ف كيف بحياتنا ومحتواها .. كلها لله،كلها لله ..
هؤلاء قوم أحبهم الله فابتلاهم ليذهب رجس سيئة أضرت بميزان الحسنات، ابتلاهم ليطهرهم ..
وأما مايحدث اليوم لنا، أيبتلينا الله ليغفر لنا سيئة!؟
وهل تحصى السيئات يا أمّة بذنوبها غرقت!؟
يبتلينا الله لنعود، يشرع لنا أبوابه التي ماكانت يوماً موصدة لنعود إليه، لنغسل رجس قلوبنا بل ونستبدلها بقلوباً أخرى خالية من كل شيء عدا الله ..
أظن بأن الخطايا كبرت وتراكمت حتى ماعاد في القلب شيء سواها، أظن بأنها لو مسحت بقي أثرها كالحائط بعدما أزيل عنه مسمار، لذا أبدلوا قلوبكم خيرا منها وأوصدوا الأبواب عليها حتى لايدخلها إلا خالقها ..
عسى الله يعفو ويغفر عما قد سلف، ماباليد حيلة ولا بالقلب ولا بكل الجوارح يا الله، كلنا إليك وإنا إليك راجعون ..
فاقبلنا ...
رشا عمران