إدارة الأزمة، ما بين الاغلاق والمراهنة على وعي الناس بقلم:م. جعفر طالب اشتيوي
تاريخ النشر : 2020-07-11
إدارة الأزمة، ما بين الاغلاق والمراهنة على وعي الناس بقلم:م. جعفر طالب اشتيوي


إدارة الأزمة ، ما بين الاغلاق والمراهنة على وعي الناس
م. جعفر طالب اشتيوي

ضربت فلسطين نموذجأ يحتذى به مع بداية انتشار فيروس كورونا ، والتي فضلت فيه الحفاظ على حياة الناس مع وقف عجلة الحياة الإقتصادية والإجتماعية والتي بادرت إلى اعلان الاغلاق الشامل بمنع انتشار الفيروس بصورة اكبر ، في الوقت الذي لم تتخذه اكبر الدول في معالجة ازماتها بهذا المرض ، وعادت الحياة إلى طبيعتها بعد ان ضربت أسمى معاني الإنسانية لقيمة وحياة البشر .

لم يمر الكثير من الوقت حتى عاد الفيروس بالإنتشار بصورة أكبر، عملت الحكومة في وقت سابق على سد جميع الثغرات المسببة للفيروس بما فيها اغلاق الجسور ، ولكن بقيت ثغرة واحدة وهي المعابر مع دولة الاحتلال ، والتي شكلت العبىء الأكبر على كاهل الشعب الفلسطيني .

عادت الحكومة إلى الاغلاق بعد توصية من لجنة الطوارىء العليا للحد من انتشار الفيروس ولكن السؤال إلى متى سيبقى الإغلاق هو خيارنا الوحيد للحفاظ على حياة الناس مع وقف عجلة الحياة بشتى مجالاتها الأمر الذي سيشكل عبئا كبيرا في توفير لقمة العيش للكثيرين من ابناء شعبنا .

إن بقاء المعابر مفتوحة مع دولة الإحتلال سيجعل المرض ينتشر بصور سهلة داخل دولة فلسطين ، تعمدت دولة الإحتلال ببقاء المعابر مفتوحة دون رقابة في رسالة واضحة على انتشار الفيروس ، لذلك إن الاستمرار في اغلاق الحياة والعودة إليها دون سد هذه الثغرة سيكون نقطة الرجوع الى المربع الاول وهو انتشار المرض والعودة إلى الاغلاق .

إن الرهان على ثقافة ووعي الناس يشكل العامل الأهم في حلقة انتشار المرض ، بأخذ احتياطات السلامة العامة من جهة ، والحفاظ على التباعد الاجتماعي من جهة اخرى ، لذلك يجب علينا ان نبدىء بأنفسنا والتفكير في الحفاظ على سلامة وامن الناس ، لأن من اهم اسباب الحفاظ على أي منظومة او مجتمع هو توفر السلامة العامة والامن ، وهنا يأتي دور كل فرد بنفسه اضافة الى دور الامن والحكومة ولجان الطوارىء والمجالس البلدية والعائلات في ارشاد الناس .

في الختام ، ان انتاج لقاح المرض قد يأخذ وقتا طويلا وعملية الاغلاق ووقف عجلة الحياة الاقتصادية والاجتماعية ليس حلا طويل المدى ، ان وضع الاستراتيجيات المناسبة والخطط المدروسة بزيادة وعي الناس والتباعد الاجتماعي والتفكير في تحويل السوق الاستهلاكي الفلسطيني الى سوق انتاجي لتوفير فرص عمل للحد من تدفق ابناء شعبنا الى الداخل المحتل والثقافة العامة بالغ الاثر في الحفاظ على سلامة ابناءنا .