بلا بداية ولا نهاية بقلم: سارّة الباير
تاريخ النشر : 2020-07-11
بلا مقدمة.
لا أعلم ان كنت تذكر ما قلته لي ذات مرة لكن هذا لا يُلغي حقيقة انه ظلّ محفورا في قلبي حتى الآن
"استمري في كونك أول من يتذكرني اسعد بك وأسر، وانتظرك أكثر من يوم يوم ميلادي، بلهفة تزداد شدتها في كل مرة.
أما عن هذه المرة، فحزينة انا كانتظارك لي الذي لم يحظى بما يستحق.

لطالما انتهزت الفرصة دائما لأخبرك كم انت مميز وافصح لك عن كمّ حبي لك و...
كم كان جميلا وجودك وكم كان هذا الوجود عميقًا بداخلي - اتجاه قلبي ووجهتي، مَرآي ومرآتي وملاك وجودي ولمعان هالتي كلما انطَفَأت-

لكم حمدت الله عليك ولكم شكرته على منحي إياك - صديق قلبي، رفيق دربي ومشواري-
أوليس امري عجيب! كنت أخلق حلو الكلام كلما تجاذبنا أطراف احاديثنا المكدسة في كل زوايا ذاكرتي، كما كنت أتمرد على الحزين منه وارميه على قارعة النسيان إلا أن يتلاشى.
لكن أخبار اليوم حقًا لا تسرّ، فالحلو لم يأتني منذ زمن كما أنني لم اقترب منه كذلك.. جميع محاولاتك لتعليمي أبجدية الحب باءت بالفشل.
لكنني الان أصبحت مدركة له وتعلّمت الدرس، بل شعرت به.

إن الأحرف الثلاثة الأولى ذات لحن أحن وخصوصية أكبر ، أما الأخير فلا هوية له يسير مع تيار الجميع، ولعله مخلوق من طين الأرض لا ينتمي لاحد بعينه كمان كنتَ تصرّ
لكن الدرس قاسٍ كأول ليلة عقب الفراق وقد كلّفتني قسوته الكثير، لم يكن تجاوزه أو تعلمه بالشيء الهين البسيط أبدًا
لم أكن على علم بأن الصديق يملك كل هذه القدرة على كسر انتصابنا الدائم بل ودُهشت من تمكّنه من سلبنا أثمن وأغلى سنينا!
كنت أجهل التيه وماهيته بالقرب منك أما الآن ، أصبحت على موعد معه في كل لحظة وفي كل موعد يتركني لأعيش بلا عنوان، بلا غاية، بلا وجهة وحتى بلا طريق
أسير حيث لا أعلم ولا شيء يجدي نفعًا في هذه الحالة إلاك !
أنا الآن كالوطن العدو يتربص بس يحاصر افكاري ويشل حركتي من كل جانب.. أنا الآن كالوطن بين حين وآخر أتألم من الخائنين، ألم تكن جنديّ المجهول في كل جائحة تحتلني!
أخبرني إذا متى سيحل السلام، متى سأعرف سبيل الخلاص! متى ستعود ديار الوطن آمنة مطمئنة يسكنها الأوفياء!

والآن كما دائما منذ الأزل والى الأبد، بلا نهاية.