تكنولوجيا كورونا وفيروس التعليم الإلكتروني بقلم:م. جعفر طالب اشتيوي
تاريخ النشر : 2020-07-10
تكنولوجيا كورونا وفيروس التعليم الإلكتروني بقلم:م. جعفر طالب اشتيوي


م. جعفر طالب اشتيوي

لم يكن ظهور كورونا ضربا من الخيال ، وإنما واقعأ عالميأ أدى الى تحول كبير في شتى مجالات الحياة ، حيث وقف العالم عاجزأ عن استمرار عجلة الحياة الطبيعية بما فيها الإقتصادية والتعليمية والإجتماعية وغيرها الكثير .
إن نظام العولمة جعل العالم عبارة عن قرية صغيرة من خلال التقدم التكنولوجي الكبير ، كانت لمحصلة القوانين والعوامل الداخلية والخارجية الأثر الكبير نحو التحول إلى أنماط جديدة لمواجهة هذه المتغيرات والتوجه نحو المستقبل ، وهو ما قدمته تكنولوجيا كورونا من تحول نحو التعليم الإلكتروني وانتشاره بشكل كبير مثل انتشار الفيروس .
إن توظيف التعليم الإلكتروني في العملية التعليمية ضرورة بهدف استمرار التعليم في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها العالم حاليأ ، إضافة إلى الإستفادة منها ورفع كفاءة التعليم عن بعد ، حيث يجعل عملية التعليم مرنة يسهل الرجوع إليها في جميع الأوقات خاصة في حالة التعليم غير المتزامن والذي لا يشترط أن يكون المعلم والمتعلم في نفس الوقت أمام الشاشة الإلكترونية بحيث تكون تلك المحاضرات مسجلة ، إضافة إلى ذلك يستطيع المتعلمين الحصول على تغذية راجعة مميزة بما فيها الخبرات والمهارات الموجودة في التعليم المتزامن والذي يكون المعلم والمتعلم بشكل مباشر أمام الشاشة الإلكترونية من خلال مشاركة أصحاب الخبرة من شتى بقاع العالم وفي شتى مجالات التعليم المختلفة .
يوفر التعليم الإلكتروني الوقت والجهد بإعتباره عابرأ للقارات ، وأن كل الذي يلزم هو توفر جهاز حاسوب وشبكة انترنت وإحدى البرامج الإلكترونية للتعليم ، غير أن ذلك يوفر من تكاليف عملية الذهاب إلى الجامعة أو الجهة التعليمية ، يمتاز ايضا بقدرة المعلم على طرح الوسائل التعليمية للمتعلمين من خلال الشبكة العنكبوتية التي تحتوي على الكثير من المواقع التعليمية والفيديوهات ذات الصلة ، إضافة إلى المشاركة الفاعلة للمتعلمين بحيث يستطيع المتعلم طرح الأسئلة والأفكار والآراء التي يريدها .
رغم الإيجابيات الكبيرة للتعليم الإلكتروني إلا أنه لا يخلو من وجود بعض العيوب والتي تكمن في الطاقة السلبية للمتعلمين في الغربة في التعلم عن بعد وهو الأمر الذي لاحظناه في مجتمعنا الفلسطينيي سواء الجامعات أو المدارس ، إضافة إلى تذمر المتعلمين يما يخص الإمتحانات بكونها محصورة بوقت أقل من المعتاد ، أو لصعوبة تلك الإمتحانات نظرأ لتوفر المادة التعليمية أمام المتعلمين غير أن من أكثر الأمور سلبية عدم التفاعل المباشرة أو الوجاهي من خلال ممارسة الفطرة البشرية بكون طبيعة البشر مجبولين على الإلتقاء وممارسة نشاطاتهم وفعالياتهم الإجتماعية التي تؤثر على نتائجهم وتحسين نفسيتهم ، في حين يشكل التباعد الإجتماعي سببأ رئيسأ في تلك النتائج ، حيث أن التطور الكبير في التكنولوجيا جعل الأفراد يتصفون بالهوس في إستخدام شاشات الحاسوب والهواتف الذكية وغيرها الكثير من الألعاب والبرمجيات مما يشكل عبئأ نفسيأ في كثرة إستخدامها .
إن وجود عملية التعليم الإلكتروني لا بد وأن يتبعها العديد من التحديات التي تواجهنا ، سأطرح لكم تجربتي بعد حصولي على شهادة تدريب المدربين الدولية ، يكمن الأمر في الطريقة أو الأسلوب الذي سيقوم المعلم بطرحه أو الوسيلة لإيصال تلك المعلومات ، إن نظام ( فارك ) أو ما يعرف بأنماط التعليم والتي تنقسم إلى التعليم السمعي والبصري والحركي ونمط القراءة والكتابة يشكل التحدي الأكبر لإيصال المعلومات بالشكل المناسب حسب قدرة كل متعلم من الاستيعاب حيث أن قدرات المتعلمين تتفاوت في طريقة فهم أو كسب المعلومة طبقا للأنماط المختلفة التي تم ذكرها .
غير أن وسيلة التعليم تشكل التحدي الآخر من خلال اختيار الوسيلة المناسبة وطريقة عرضها على المتعلمين والتي تتحدد من خلال المواقع المختلفة أو التطبيقات التكنولوجية أو أنظمة الاختبارات القصيرة والمحدودة والتي تتشكل بعدم قدرة المعلم على تقييم المتعلمين بالصورة النهائية .
تتفاوت الآراء ما بين مؤيد ومعارض حول إستخدام التعليم الإلكتروني في مجتمعنا تبعأ لإيجابياته أو سلبياته على حد سواء ، إلا أن إستخدامه بات بالأمر الضروري في ظل جائحة كورونا ولا خيار أمامنا سوى الإحتكام إلى هذه العملية ، ولكن يبقى الرهان على عملية تطوير التعليم عن بعد وجعل ذلك أكثر فاعلية وأكثر إندماج في كيفية فهم الأساسيات والأساليب التي تمكنا من الوصول إلى أفضل النتائج ، من خلال وضع الخطط الإستراتيجية قصيرة المدى وطويلة المدى حتى يتم إكتساب أقصى أنواع المعرفة والخبرات في هذا المجال .
في الختام ، غدا فيروس التعليم الإلكتروني ينتشر بصورة وصلت إلى العالم أجمع ويصبح جزء من حياتنا اليومية بفعل جائحة كورونا والتكنولوجيا التي صنعتها في عالم التعليم عن بعد ، لذلك إن توفر البيئة المناسبة وتوفر الإمكانيات المادية ، والبرمجيات التعليمية ، والخطط المدروسة والموارد البشرية والإستراتيجيات المناسبة لتطوير التعليم عن بعد ، بالغ الأثر في نجاح التعليم الإلكتروني وإكسابه طابع التميز .