طالما جولات المصالحة تعالج القشور دون الجذور فمصيرها هش
بقلم المحامي مراد بشير
منذ بدء الإنقسام السياسي و جولات المصالحة لم تتوقف إلا أنها بائت بالفشل و النكوت لما ثم التوافق عليه فما الجديد بجولات المصالحة الحالية ، في الحقيقة لابد من التشخيص السليم لسبب الإنقسام ليكن العلاج المناسب ، و كثيرا ما يتردد عند العامة أن أسباب عديدة للإنقسام قد تبعد عند السبب الرئيسي المستمد من إسمه فهو إنقسام سياسي و ليس غيره نتيجة وجود رؤي و مشاريع سياسية مختلفة للتحرر من الإحتلال تتلخص بمشروع قائم علي خيار التسوية و حل الدولتين بمرجعية القرارات الدولية و بالتالي شرعية قيام الإحتلال علي الأراضي المحتلة عام ١٩٤٨ و مشروع مقاوم بجميع الوسائل لتحرير كل فلسطين علي أساس أن الحق الفلسطيني لا يقبل القسمة مع الباطل الإحتلال علي شبر من فلسطين و في كل جولات المصالحة السابقة لم يكن علاج لجذور الإنقسام ، أو بالبحث عن القواسم المشتركة ، او الإعتراف و التفهم للآخر و مشروعه السياسي و متطلباته ، أو لجعل السلطة خدماتية دون السياسية بدء من مكة و لبس الإحرام و بمرورا بالقاهرة و الشاطئ فكان المصير الفشل و النكوث و الخلاف علي أدني تفصيل ، و من جديد جولات جديدة للمصالحة ثنائية و لكن هذه المرة الجديد إنهاء المشروع السياسي القائم علي التسوية و جزء من فلسطين من قبل الصهاينة و الأمريكان من خلال صفعة العصر و خطة إستكمال إحتلال الضفة و الأغوار و غلق الطريق نهائيا و إعلان لأصحاب المشروع بالتحلل من الإتفاقيات الموقعة مع الإحتلال و الأمريكان بمعني إنتهاء مشروع التسوية السياسي و بالتالي إنتهاء سبب الإنقسام السياسي الأساسي مما يجعل فرص نجاح الجولات متاح كون جدر الإنقسام إنتهي اللهم ترجمة الإعلان عن الحل بوقائع علي الأرض تتلخص بإلغاء أوسلو و ما تلاها حسب الأصول بقرار مجلس وطني و العودة لما كانت المنظمة عليه قبلها و بالتالي الرجوع للميثاق الوطني قبل التعديل وفقا لإوسلوا و توسيع نطاق الجولات لتشمل الكل الفلسطيني ، ودعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية( الأمناء العامون للفصائل ) للإجتماع كخطوة أولى للإتفاق علي البرنامج الوطني التحرري و آلية تمثيل الكل الفلسطيني بالمنظمة سواء بالإتفاق أو الإنتخاب و ليكن معلوما للجميع أننا منهكون بفعل الإحتلال و الحصار و الإنقسام و لا يمكن العودة للوراء أو لنقطة الصفر بجولات المصالحة و لتتقوا الله في قضيتكم العادلة و شعبكم الصابر و لن يرحم التاريخ المعطل و من فضل الله هذه المرة الظروف مهيئة لعلاج جذور الإنقسام السياسي
طالما جولات المصالحة تعالج القشور دون الجذور فمصيرها هش بقلم المحامي مراد بشير
تاريخ النشر : 2020-07-08
