المخاطرة بركوب ظهر النمر بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2020-07-07
المخاطرة بركوب ظهر النمر بقلم:خالد صادق


المخاطرة بركوب ظهر النمر
خالد صادق
القصف الصاروخي الذي تعرض له قطاع غزة بالأمس من طائرات الاحتلال يأتي حسب المزاعم الصهيونية كرد على اطلاق صاروخين من قطاع غزة باتجاه مغتصبات الاحتلال فيما يسمى بمنطقة الغلاف الحدودي شرق قطاع غزة, الناطق باسم الجيش الصهيوني قال :"لن نوافق على إطلاق الصواريخ تجاه المدنيين"، ولا ادري عن أي مدنيين يتحدث الناطق باسم الجيش الصهيوني, فمنطقة الغلاف الحدودي تحولت الى منطقة اشباح بفعل الصواريخ ووباء كورونا وعدم استطاعة المستوطنين في هذه المناطق النزول للملاجيء خوفا من تفشي المرض بينهم, فصفارات الانذار التي تدوي في المستوطنات نتيجة سقوط صواريخ المقاومة فيها حسب ادعاءات الاحتلال, غير مصحوبة بنداءات مكبرات الصوت المعتادة في مثل هكذا احداث بدعوة المستوطنين للنزول للملاجئ, وهذه هي المعضلة التي تواجهها "اسرائيل" الان وهى بعدم قدرتها على انزال المستوطنين للملاجئ وهى تحاول ان ترجئ أي مواجهة مع الفلسطينيين لحين التغلب على وباء كورونا, حسب وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس الذي قال ان معركتنا الان هى مواجهة كورونا, وتحسين الاقتصاد المحلي خوفا من هجرة اصحاب رؤوس الاموال, لذلك تبقى المناورة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الصهيوني محسوبة حتى الان, لكن عقالها قد ينفلت في أي لحظة اذا ما ادت الى سقوط قتلى بين الاسرائيليين, او ضحايا لا سمح الله بين الفلسطينيين, وعندها قد تتدحرج الامور للاسوء وتؤدي لمواجهة ساخنة قد تكون اخطر من سابقاتها.

المحاذير التي تضعها المؤسسة العسكرية والأمنية الصهيونية امام الحكومة الاسرائيلية لا تعني ان المواجهة بعيدة, خاصة ان "اسرائيل" تعلن نواياها بخصوص مخطط الضم الاستعماري لمساحة تزيد عن 30% من الضفة المحتلة, وهذا صاعق شديد الانفجار تحذر منه المقاومة الفلسطينية, كما ان سياسة "اسرائيل" وامالها المتزايدة تجاه المسجد الأقصى, والشروع بتنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني, وسياسة التهجير القسري للفلسطينيين, وعمليات القتل الميداني على الحواجز العسكرية في الضفة والقدس, بالإضافة الى عمليات القصف التي تتعرض لها المواقع الفلسطينية في قطاع غزة, كلها تنذر بان المعركة مع الاحتلال تقترب وبشدة, وان المحاذير التي تضعها "اسرائيل" لا يمكن ان تكون عاملا رادعا للمقاومة الفلسطينية في الرد على جرائم الاحتلال, فان كانت "اسرائيل" كما يدعي غانتس واشكنازي لا ترغب في اعلان حرب على الفلسطينيين الان, وتولي اهتماما اكبر بتحسين اقتصادها ومواجهة خطر كورونا, فعليها ان تتوقف عن ارتكاب كل هذه الانتهاكات فورا, فالفصائل الفلسطينية اقرت معادلة "القصف بالقصف والدم بالدم", وهنا يتوجب على الفصائل المقاومة الرد على هذه الانتهاكات, والمبادرة بشن هجمات مباغتة ضد الاسرائيليين كما اوضح الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي القائد زياد النخالة في مقابلة اجراها مؤخرا مع قناة الميادين, يجب ان تعلم "اسرائيل" انها لم تعد هي الطرف الذي يحدد بداية ونهاية اية معركة, وان المقاومة تستطيع فرض كلمتها وبقوة.

السلطة الفلسطينية مطالبة ايضا بوضوح في موقفها لمواجهة مخطط الضم الاستعماري, وهل تسعى من خلال تهديداتها السياسية التصعيدية للعودة لطاولة المفاوضات كما صرح بذلك وزير الاسرى السابق اشرف العجرمي, وانها لن تسمح بعمليات عسكرية او انتفاضة شعبية في وجه الاحتلال كما صرح بذلك وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ, ام انها ستنخرط مع بقية الفصائل في الاشتباك مع الاحتلال الصهيوني؟, فالمواجهة مع الاحتلال حول مسألة الضم حتمية, وهى ستأخذ اشكالا عدة, والمطلوب التوافق الفلسطيني الداخلي ووحدة الموقف والميدان لاحباط مخطط الضم الاستعماري, وعليه يجب ان يعلم الاحتلال ان خطواته التصعيدية التي سيقدم عليها تلقى اجماعا فلسطينيا رسميا وفصائليا وشعبيا, حتى يرتدع ويدرك انه سيدفع ثمن حماقاته غاليا, فسياسة توازن الردع تتزايد اليوم بفعل التقدم الذي تحدثة فصائل المقاومة الفلسطينية على الصعيد العسكري والميداني, وقدرتها على الصمود في وجه الاحتلال والتصدي له, فالموقف الرسمي الفلسطيني مهم وضروري في تأجيج الفعل الشعبي ضد الاحتلال, وتفعيل كل اشكال المواجهة السياسية والميدانية والعسكرية واسناد الشارع الفلسطيني في حراكه الجماهيري, وتعزيز قدراته في الصمود والمواجهة, فكل ذلك رهن موقف متقدم للسلطة يأمله الفلسطينيون, وينتظرونه فأهلنا في الضفة يريدون الاحتماء بمواقف السلطة في مواجهة الضم.
وعلى الجانب الاخر ما زال الإسرائيليون يرجحون أن عباس لا يزال يلتزم بسياسة تعارض الهجمات المسلحة بشدة، ومن المفترض أنه لا يريد حقًا رؤية "أعلام خضراء" تظهر في كل زاوية وشارع في الضفة الغربية، لكن عندما يتحدث الرجوب عن قتال مشترك مع حماس ضد خطة الضم، ومع الرجل المسؤول عن إنشاء البنية التحتية العسكرية لحماس في الضفة الغربية، فإنه يخاطر بركوب ظهر النمر حسب الوصف الاسرائيلي , والمواجهة الساخنة مع العدو الصهيوني فلنكن جاهزين لها.