الإستقلال بقلم رشوان حسن
تاريخ النشر : 2020-07-07
بقلم رشوان حسن
كاتب مصري
[email protected]
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"
- اعلم تمام العلم أن كل إنسان خلقه الله منحه الإستقلال لا يجوز لأحد من بني جنسه أن يتحكم به تحمكا عبوديا كراع يسوق القطيع متى شاء حيثما شاء هذه قضية حتم أمرها رفعت الأقلام وجفت الصحف
ولقد أولى الإسلام هذه القضية ولاية كبرى فقال سبحانه : لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ {البقرة: ٢٥٦}
فإن كان الدين وهو صلاح الدنيا والآخرة لا إكراه في إعتناقه أي لا يجوز لأحد أن يجبر غيره على الدخول فيه فكيف له أن يجبره على شيء آخر هو أدنى وقال أيضا : وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا {يونس : ٩٩}
لكن الله ترك ألاختيار للإنسان : وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ {الكهف : ٢٩} وأيضا من خلال ما سبق لا يجوز لنا أن نقول لنا الحرية المطلقة كأن نؤذي غيرنا مثلا فالإستقلال والحرية مقيدة بالقاعدة الكبرى ' لا ضرر ولا ضرار '
ويعزز هذا الموقف ما جاء في سورة الأنعام حكاية عن المشركين وهم يحتجون بحجج باطلة : سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ {الأنعام : ١٤٨}
فالإستقلال الذي لا يتبعه ضرر هو من حق البشرية جمعاء لذلك فبعد مئة يوم من ١ كانون الثاني سنة ١٨٦٣ تم الإعلان عن حرية العبيد عالميا ليصل من خلاها الإنسان الى أعلى مراتب الكرامة والشرف