قانونية الاجراءات المتبعة في مواجهة الكورونا وازدياد الحالات بقلم:المحامي سمير دويكات
تاريخ النشر : 2020-07-06
قانونية الاجراءات المتبعة في مواجهة الكورونا وازدياد الحالات بقلم:المحامي سمير دويكات


قانونية الاجراءات المتبعة في مواجهة الكورونا وازدياد الحالات

المحامي سمير دويكات

منذ بداية السنة وحتى اليوم ونحن على ابواب اغلاق الثلث الثاني من السنة، بقيت الاجراءات في مواجهة الكورونا مطبقة بين الاغلاق واجراءات الحماية والوقاية وبين التخفيف، وهنا كل المؤشرات تؤكد ان الفايروس ليس سهل وان الاجراءات تتطلب فرض حالة من الوقاية والحماية، وهي ليست في فلسطين فقط بل في جميع دول العالم بلا استثناء، اقوال وكتابات كثيرة حول الموضوع، لكن وعلى الرغم من وجود جامعات تصنف نفسها انها الاولى عربيا ولها مواقع متقدمة في الوطن، لم تقدم ايا من كلياتها المختلفة دراسة واحدة حول الفايروس من الناحية الطبية او الفنية او الوقائية او القانونية او الاقتصادية او حتى الرياضية واثرها على نشاط الفايروس او السلوك الاجتماعي او الادوية التي يمكن اتخاذها، بالتالي فان الجامعات والمؤسسات الوطنية كافة لم تقم بعمل ملفت للنظر او يعتبر انجاز، ما تم فقط تناقل اشاعات وبعض الكلام المسروق عن مواقع اخرى ولا يعرف مصدره ومدى دقته من نواحيه المعتبرة قانونا او علميا. وما صدر واطلعت عليه فقط بعض الخربشات القانونية التي درست مدى تأثير الكورونا على عقود العاملين في القطاع الخاص ولكنها مجرد كلام مبعثر لا يمكن الاستناد عليه.

فضلا عن ذلك وفي ظل انتشار الوباء بأرقام معلن عنها من وزارة الصحة وبغض النظر فهي ارقام كبيرة، واولا واخيرا تتحملها الحكومة كاملة بكافة وزاراتها لأنه قد ظهر خداع للناس في بداية الازمة او الوباء من حيث غياب خطة محكمة لوزارة الصحة في مواجهة الفايروس وقد بدت الوزارة متخبطة، واليوم ونحن نخط هذه الكلمات سيصل وفد وزاري الى مدينة الخليل بعد تفشي المرض بشكل كبير، وهو اليوم سيطلع في بحث الاجراءات المناسبة بعد اعلان السيدة الوزيرة عن فقدان السيطرة، وهو ما هو بادي للناس حتى عبر صفحاتهم الشخصية على الفيس بوك ان الوزيرة فقدت السيطرة شخصيا على وزارتها ولم يعد بمقدورها القيام باي شيء، لأنه وكما حصل في حالات كثيرة والتخوف من المرض، لان الوزارة والطواقم الطبية كانت تحجز المصابين في بيوتهم وهو ما يعرض كامل العائلات الى الاصابة وهو ما ادى الى ازدياد الاعداد بشكل كبير، وبالتالي التوعية الغائبة والإجراءات المنتهكة حتى من قبل المسؤولين باستثناءات كذابة هي التي ادت الى سوء الوضع وضعفه، وهو امر اصبح في غاية التعقيد اذا ما استمرت الرواية ان المرض خطير.

فيما ما يتعلق بالإجراءات، فوقف التنسيق الامني اعطى الحجة للبلديات والمجالس المحلية للتذرع بعدم فرض اجراءات صارمة في القرى والمناطق الخاضعة لها بعيدا عن ضبط القوات التابعة للحكومة وهو ما ادى الى انتشار المرض، ايضا تصرف الحكومة على اساس انها انتصرت وكانت البطلة في عودة العمال بشهر ايار ونهاية نيسان، والرضوخ للتجار وهم تجار الحروب ادى الى غياب الاجراء الفعال.

نعم، الان هناك اجراءات غير فعالة، والتي يمكن ان تستمر لوقت طويل في مواجهة الفايروس وهو امر قد لا يكون مستعد له قطاعات كبيرة من المواطنين، وكل من الجانبين الشعب والحكومة يلقي اللوم على الطرف الاخر في سابقة لم ترى سوى في العصور الظلامية لحكم الحكام العرب في ان الوالي هو الذي يرى مصلحة الامة وهو الذي يرعاها فبقينا سنوات وعقود طويلة في التخلف والاندثار.

وكما في كل مرة تدخل الحكومة هذه الحلقات بصوت عالي دون خطط معتمدة على مختلف القطاعات، وكون ان وضع الناس منهك منذ سنين فان الالتزام بهذه الاجراءات صعب جدا، وبالتالي فماذا قدمت الحكومة للناس من اموال ورواتب وغيرها من مساعدات؟ وقد راينا ما حصل في وقفة عز وصندوقه الذي تم توزيعه بطريقة تحرم الاف الناس منه ممن يستحقون.

في النهاية انا شخصيا متفائل في القضاء على الفايروس ولكن يلزم الحكومة والقيادة اتخاذ اجراءات سريعة واولاها ان يتم تغيير الطواقم العليا ابتداء من تعديل وزاري سريع يتم من خلاله جلب الكفاءات الوطنية على مختلف القطاعات وان يتم دراسة كافة الاجراءات بسرعة كفيلة بان تنهض سريعا بالوطن نحو بر الامان.

ايضا الحكومة مطالبة بشافية اعلى تجاه المواطن حتى يكون لديه ثقة بما تتخذه والا فان الاجراءات في وضع الضم وانقطاع الرواتب لن تكون سوى صوت غير مسموع ولن تقوى الحكومة مستقبلا على ترتيب امورها، وهو اكبر خطا يمكن ان يستفاد منه الاغلاق في ايام العيد الماضي، فقد كانت إجراءات غير مقنعة وادى الى كسرها وعودة الوباء للانتشار.

فسلامة الاجراءات من الناحية القانونية والدستورية والتي لحد الان يعيبها بعض المخالفات القانونية والدستورية مثل تمديد او اعلان حالة الطوارئ من جديد، وقوة القرارات وثقة الناس فيمن يتخذها هي الكفيل الوحيد بالسيطرة على المرض وحماية الوطن، ففلسطين اكبر من الجميع ويجب علينا ان نكون على قدر المسؤولية الكاملة في مواجهة الكورونا وكل التحديات.