ليلنا "كعمر الأموات طويل" بقلم : حمدي فراج
تاريخ النشر : 2020-07-06
ليلنا  "كعمر الأموات طويل" بقلم : حمدي فراج


ليلنا "كعمر الاموات طويل" 6-7- 2020
بقلم : حمدي فراج
في خضّم كالذي نعيشه فلسطينيا وعربيا ، متلاطم ، متضارب ، متآكل متشابك ، ويبدو ليله طويلا كعمر الاموات ، وفق الشاعر العربي الكبير مظفر النواب قبل حوالي خمسين سنة ، فما بالك يا مظفر في ليلنا الحالي ؛ انظر الى لبنان المتآكل ، والذي كان يطلق عليه أنذاك سويسرا الشرق ، هل صحيح انه بدون امريكا وبقية ذيولها العربيات ، سيتم تشييعه الى مثواه الاخير ؟ ، لماذا اذن لم تذهب كوبا الى ذاك المثوى ؟ ، لماذا لم تذهب روسيا بعد انهيار نظامها الاشتراكي ؟ ، لماذا لم تذهب ايران بعد ان أطاح شعبها بشاهها ؟ ، لماذا لم تذهب سوريا التي شهدت ارضها وشعبها وجيشها اشبه ما يكون بالحرب الكونية المصغرة ، حتى انتصرت ففرضوا عليها عقوبات "القيصر" . انظر يا مظفر الى ليبيا التي تتنازعها زمر الكلاب من الشرق ومن الغرب باشراف من الذئب الابيض ، كذا الامر في اليمن الذي لم يكن يوما الا "اليمن السعيد" . انظر الى سد النهضة الاثيوبي الذي سيجعل المصريين بعد حين يلغون القول التاريخي لأبي التاريخ هيرودوت من ان "مصر هبة النيل" ، لتصبح اثيوبيا هي هبة هذا النيل . تذكر بالطبع ان صهيونيا يدعى افغدور ليبرمان هاجر من الاتحاد السوفياتي بعد انهياره الى الدفيئة واصبح وزيرا لدفاعها ، ثم لخارجيتها ، ثم بيضة لقبان توازنات احزابها ، هدد مصر بقصف اهراماتها وبتجفيف نيلها .
انظر الى فلسطين . ماذا كان يمكن ان يحصل بعد صرختك المدوية في كل الدنيا العربية عن إدخال كل زناة الليل الى حجرة عاصمتها "ووقفتم خلف الابواب تسترقون السمع لصرخات بكارتها ، وسحبتم كل خناجركم وتنافختم شرفا ان تسكت صونا للعرض ، فما اشرفكم اولاد القحبة ، هل تسكت مغتصبة ؟" ، اليوم يدور الحديث عن اغتصاب الاغوار ، تحت التسمية الديبلوماسية الشائعة "الضم" ، ومع ذلك تجد ان البعض من اصحاب القضية يراهن ان نتنياهو لن يغتصبها ، او يضمها ، بعض آخر يراهن على خسارة ترامب في الانتخابات القادمة فيذهب هو وصفقة قرنه الى الجحيم ، كان هذا الرهان هو ذاته على ريغان وبوش الاب ثم كلينتون ثم بوش الابن ثم اوباما ثم ترامب ذاته ، من المراهنين انفسهم ، أنذاك والآن ، فلسطينيين وعرب ومسلمين . الآن الرهان - من المراهنين أنفسهم رغم انهم قد رحلوا كلهم - على جو بايدن ، الذي سيعيد القدس و يلغي الضم ويحرر لنا فلسطين فنقيم عليها الدولة المستقلة ، لكنه سيقول همسا : ان بعض العرب لا يريدون ذلك ، قالها جيمي كارتر في أكثر من مكان عن اكثر من زعيم ، ربما يضيف اليها بايدن : خوفا من ان تحكمها حماس وبالتالي ايران الخطر الاول الذي يتهدد الوطن العربي من باب انها شيعة ونحن سنة .
وهل كان نبي الاسلام بعظمة شأنه وجلال قدره ، سنيا او شيعيا ؟؟؟؟