بدون تشفير! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2020-07-06
بدون تشفير! - ميسون كحيل


بدون تشفير!

أتفهم أحيانا القيود السياسية والالتزامات التنظيمية التي يتم وضعها في الحسبان عند التعبير عن موقف أو رأي أو عن غضب يكمن في نفوسنا! ليس خوفاً على أنفسنا من أي جهة كانت، والتردد في الحديث أحياناً عن بعض الأمور الحساسة ذات الطابع السياسي التآمري على القضية الفلسطينية، و القيادة الفلسطينية، وما تمثله من سلطة وطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية سواء من طرف عربي أو جهة فلسطينية تتساوق مع أطراف تضمر لنا الشر، ويأتي هذا التردد لأسباب فلسطينية خاصة من أجل تجنب حدوث أزمة أو المساهمة في منح فرصة لهذه الأطراف في البحث عن مبرر لصب جام غضبها أكثر وبحرية على الفلسطينيين باستخدام شعارات وطنية وقومية عربية فيها من التزوير الكثير! ومن أجل بقاء طاقة فرج ومراجعة للنفس لعل وعسى. وفي الغالب لا يوجد فلسطيني جاهل بحقيقة الوضع السياسي، ومن هي الدول العربية مع صفقة القرن، ومن منها ضدها ومن يقف منهم في الوسط وهم أصحاب المقولة الشهيرة "ما يقبله الفلسطينيون نقبله"! وهذه مقولة سياسية بغلاف استخباراتي! كما أن الفلسطينيين على علم بما تقوم به كل دولة عربية على حِدَه سواء الداعمة والحريصة على القضية الفلسطينية أو التي تتآمر عليها أو (غيرهما المشغولتان) بالبديل سواء كان هذا البديل على شكل مجموعة أو أفراد! وسواء كانوا على أرض الوطن أو خارجه! ورغم كل هذا الكم من الدعم والجهد ومن توفير الحنفيات المالية المفتوحة من قبل هذه الأطراف لأدواتهم استطاعت القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس الذي لقنهم درساً مؤلماً في فنون السياسة والوطنية لا بل وتعريتهم دون أن يواجههم أو أن يتكلم معهم أو أن يذكرهم بالاسم واكتفى في مواجهة أسياد ومشغلي الأطراف وأذنابهم! واستطاع بحنكته السياسية أن يضعهم مجتمعين في خانة الإحراج العربي والخجل القومي والعار الفلسطيني كل حسب مكانه وفعله وأصله. ليتحول الشكل الفلسطيني في ذلك إلى ثلاث أقسام! أيقونة المواجهة التي يقودها الرئيس، وهذا هو القسم الرئيسي والهام، والهروب إلى الأمام وهو القسم الثاني الذي يمثله طرف فلسطيني لا نجهله! أما القسم الثالث فهو المنتظر بأمر (مشفر)! 
وفي حقيقة الأمر؛ إن ما يجب أن يفهمه ويدركه الشعب الفلسطيني الآن ومنذ مدة ليست قصيرة أن الرئيس محمود عباس في دائرة الاستهداف لأنه بات يشكل العقبة الرئيسية لكل المخططات والمؤامرات ومن كل الجهات والأطراف والأذناب بدءاً من الولايات المتحدة الأمريكية إلى إسرائيل مروراً بالأطراف آنفة الذكر. لذلك فإن الشعب الفلسطيني أمام اختبار حقيقي لدعم القيادة الفلسطينية والوقوف معها في مواجهة مؤامرات المرتزقة والأزارقة والخوارج الذين ظهروا من جديد في هذا الزمان وضرورة التمييز بين من يعمل لأجل قضيتهم وبين من يعمل لأجل أسياده للسماح بمرورهم. وفي هذه المرة وإكراماً لمطلب القيادة في المحافظة على علاقاتنا العربية وعدم الإساءة لأي دولة عربية، وبأن تضرب الموجة وجه أي مجموعة فلسطينية أو أفراد لتصحيح أنفسهم وللتراجع والعودة عن المكوث في أحضان عبيد الأسياد نتجنب ذكر أسماء أو الإشارة إليهم، ولكن لا نستطيع الاستمرار بهذه الطريقة مع علمنا بأن الكل الفلسطيني على دراية ومعرفة تامة بهم وسنضطر لاحقاً للحديث بدون تشفير.

كاتم الصوت: على مين بضحك؟ يجتمع مع الإسرائيليين وثاني يوم يشتمهم!؟

كلام في سرك: تطبيع...تعاون من جهة وتآمر من جهة ثانية! والله كذبكم تخطى ارتفاع أعلى برج في العالم.

المخفي أعظم: الرسائل كثيرة ومتنوعة منها إظهار أنفسهم بأنهم يقودون معارضة الضم، وأنهم قادرون على المواجهة العسكرية، رغم انهم عكس ذلك ويعلمون بذلك من خلال اتفاقات مبرمة واتفاقات على الطريق! والمخفي أعظم.