وطن الانتحار! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2020-07-05
وطن الانتحار!  - ميسون كحيل


وطن الانتحار!

حاولت البحث عن عبارة أو جملة بحجم الألم، فلم أجد! وفتشت في قاموس اللغة العربية عن كلمة يمكن أن تعطى معنى أكثر للقهر ولم أجد! ونفضت كل أوراقي لعلني أستدل على عبارة واحدة تعبر عن المشاعر الحقيقية لطعم مرارة في النفس والروح، لم أجد! ولم يخطر في بالي وأنا انظر من فتحة باب غرفتي إلى أمي وأخوتي إلا لمشاعر الأم وحزن الأب وقهر الأخوة على مصيبة انتحار لأحد أفراد العائلة، سواء كان ابن أو ابنة أو أخ أو أخت!؟ وتذكرت أغنية لم أحفظ منها إلا عنوانها؛ لأن العنوان يحمل دلالات عظيمة لوطن قد نكون لا نستحقه! ولم أحاول أن أبحث عن الأغنية حتى يستمر الجزء الأخير من الأمل في نفسي وما أحتفظ به من إيمان في روحي! وما أعرفه فقط من هذه الأغنية أنها تحمل اسم "وطن النهار" ومرجعيتها وأصولها لدولة الكويت الشقيقة والحبيبة، فقد أثبتت أنها كذلك ورجالها يحملون الأمانات بصدق ويفتخرون بأنفسهم وبعروبتهم من أميرهم حتى أصغر إنسان منهم. ولعلها فرصة رغم الضيق والقهر وحالات من جمود الحياة أن نحي الكويت وشعبها وأميرها، وأن نبعث بأحر كلمات ومعاني الفخر والاعتزاز لمواقف رئيس مجلس الأمة (الغانم) وأخرها التحية التي بعث بها إلى الملك عبدالله بن الحسين ونحييه معه على مواقف الأردن من مؤامرة الضم، وفي دعوة بقية الدول العربية لاتخاذ مواقف أكثر حدة لمواجهة هذه المؤامرة. نعم هم أصحاب وطن النهار، تلك الأغنية التي اقتربت منها وأنا أشاهد وأسمع ما يحدث في قطاع غزة، وحالات من الإحباط واليأس والقهر والذل والحيرة والاستغراب والسؤال؟ السؤال إلى متى؟ السؤال ألا يكفي بأن البحر خلفنا والعدو أمامنا ومن حولنا يحاصرنا؟ ألا يكفي هذا لكي نحافظ على شعبنا وشبابنا بدلاً من ممارسات تحطيم ما تبقى من مخزون الأمل؟ وتوزيع نظريات الوطنية والصمود والنصر صبر ساعة؟! 
لا نحتاج لدروس في التاريخ، ولا لتعاليم مفهوم الوطنية ولا نرغب بسماع تنظير نضالي، أو مشاهدة عروض ومؤتمرات واجتماعات وقرارات أغلبها لا تنفذ ولا يؤخذ منها بعد تسويقها إلا ما يفيد من يقررها! بل نريد أن نرى شاب يحب الحياة ويحافظ عليها ويلقى اهتمام ومعاملة أنه إنسان ولا ينتحر، نريد أن نسمع عن فتاة طموحة وطموحها يغطي بحر غزة بفخر ولا تنتحر، ونريد أن يكون الوطن للجميع وليس لفئة محددة من المسؤولين والمتنفذين وعائلاتهم! ونريد أن نشعر بأننا بشر لا يطاردنا أحد، ولا نزج بالسجون، ولا نمنع من الكلام، ولا يخاف أهلنا علينا من الاعتقال، نريد أن نرى الأمل في نفوس أبناءنا وبناتنا ولا يشعرون بأنهم مهمشون لا حياة لهم ولا دور ولا مستقبل و أسماءهم على قائمة النسيان أو في حالة انتظار في وطن الانتحار !
كاتم الصوت: الانتحار مرفوض دينياً وأخلاقياً لكن المطلوب توفير مبدأ الإنسانية في احترام الإنسان وعدم التمييز والتفريق.

كلام في سرك: سألوا شاب ماذا تتمنى في هذه الظروف؟ أجاب كل شيء يكمن في إجابة واحدة! لو أنني ابن مسؤول! حتى لو حرامي (مش مهم)!