بَعيدي القَريبْ بقلم لارا فيصل الشوابكة
تاريخ النشر : 2020-07-04
بَعيدي القَريبْ بقلم لارا فيصل الشوابكة


أنا التي كنتُ صلبةً جدًا ولا ألين، ولكن ..!
هَلْ سأنجح..؟!
حاولتُ أنْ لا أكون أنا في هذهِ المرةِ تحديداً، كلُّ ما كانَ يجولُ في خاطري قبل لِقائَنا الأول، كيفَ سأنجح ؟!
لن أستطيع النظرَ في عينيهِ حتى، هل سأكونُ كـعادتي؟!
أُداعبُ أصابعَ يديَّ بتوترٍ عندما يُربكني شيءٌ ما ..
لا أريدُ أن أَظهَرَ لهُ بهذهِ الصورةِ التي أعلم أنها ستظهرُ حتماً لهُ فقط، هي حقيقتي التي للآن لا يعلمُ بها أحدٌ غيري ..!

ما الذي سيحصلُ حينَ ألتقي به ... ؟!
كلُّ ما يجولُ في خاطري ويتواردُ إلى ذهني من أفكار هي كيف سيكونُ لقائَنا الاول؟!
أُرهِقتُ من التفكير ..!
أشعرُ بحرارةِ قربِ هذهِ اللحظةِ كـشخصٍ متلهفٍ لـ حلولِ الرَّبيعِ الذي يُزهرُ بداخله، لا الشتاءُ الذي يعيدُ فتحَ جروحهِ ويفتكُ به ..
أشعرُ وكأنَّ ملامحي تتحدثُ بابتسامةٍ مع من حولي من فرطِ السعادة..
أخاف أن لا أكون البطلةَ الأولىٰ التي تخطر في بالك عندما يسألكَ أحدُهم عن بطلك المفضل..
أعدكَ أنني سأكونُ لكَ الملجأ الذي تهربُ لأحضانهِ من وحشةِ الدنيا، وصفعاتِ القدر ، سأكون ملاذكَ، مَعقِلَكَ، حِصنك..
الآن أشعرُ بشيءٍ ما يسري في شراييني كقُشعريرة مثلًا، أو ازديادُ تدفقِ الدماء على غيرِ العادة، أقسمُ بذلك
سرعانَ ما بدأت عقاربُ الساعةِ تقتربُ لموعدنا، اعتقدتُ أنني حينما أُحادثك سأشعرُ بالراحة، كشعوري الذي شعرتُ بهِ عند أول نبضةٍ نبضت من أجلك ..
لكنَّ هذا الشعور كانَ مُهلِكًا بقدرِ جماله ....
أعلم أنني حينَ أراكَ سيكشفني ارتباكي وإرتعاشي أمامك،
وكم سأزدادُ ارتباكًا و اضطراباً ، وسترتسمُ مشاعري على وجهي ليُفتضحَ أمري بطريقةٍ جميلةٍ جدًا ....

بعد مرورِ يومان ..
حانَ موعدُ اللقاء، كنتُ لا أعلمُ ما هي تفاصيلك، كيف سيكونُ شكلُ وجهك أمام عيناي، ارتجفتُ من خوفي، عدا عن ما كان يدور في رأسي حينها ..
كم كنتُ أشتاقكَ كأنَّكَ أقربُ إليَّ من أنفاسي ..!
وها قد حان الوقت وراوغتُ كثيراً لكي لا تكشفني عيناي التي كادت أن تُصابَ بالعمى من فرطِ تأملي لملامحكَ دون أن تعلم حتى ..

كم أنت معجزة ؟
كيف لكَ أنْ تُربِكَ هذا النبض، كيف يمكن أن تحتكرَ وظيفةَ إسعادي لكَ وحدك ؟!
أن لا يستطيعَ أحدٌ إسعادي سواكَ أنت !
عندما رُسِمَ حبُّكَ داخلي عرفتُ معنى أن يكونَ هناكَ إنسانٌ بيننا الكثير من الخطوات، البلاد، وجوازُ سفرٍ وعددٌ لا يُحصى من الدقائق أن يكونَ أقربُ إليَّ من نفسي يا " بَعيدي القريب " ...

حين أشرقت شمسُ يومِ لقائي بك، أنا من أوقظتُ المنبه، وأنا من شربتْ القهوةُ من سعادتي التي تحتلُ ملامحي ..
وأنا من كانت ملابسي تشرقُ بألوانها بشكلٍ مختلفٍ عن كل يوم ...
كم يبدو لقائَنا حلمًا لطيفًا، أخّاذًا، جذّابًا، خلابًا، فاتنٌ، فتانًا،
لافتٌ وممتع ...
حلمًا تحقق، جعلني أبدو من فرطِ الجمالِ والسعادةِ كحوريةٍ يتمايلُ جسدها بين أمواجِ البحر لتصنعَ لوحةً ليس كمثلها لوحة، لتعبر عن كل ما يحادثها بهِ قلبها
...
التقينا وكم كان لقاءً يحتوي من الحبِّ ما لا عينٌ رأَت، ولا أذنٌ سمعت ....