اتبع الإشارة! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2020-07-03
اتبع الإشارة!  - ميسون كحيل


اتبع الإشارة!

أحب أحياناً أن أتحالف مع الأميين! وعلى فكرة، هم أميين في اللغة العربية، لكنهم فطاحل في السياسة؛ لأن علماء ومثقفي اللغة العربية وأصحاب مهنة تسفيط الكلمات هم الأميين الفعليين في السياسة، وهي رسالة وليست مقدمة، لذلك الطرف البعيد أو اللهو الخفي والبطل الوهمي للمؤتمر وقد ألمح إليه اللواء الرجوب عندما عرج على ذكر طرف إقليمي، وهو ليس إقليمي وفي الدعوة إلى عدم اعتبار الفلسطينيين أو قضيتهم جسر لعبور أي سياسي مختوم بانتهاء الصلاحية! 
و في العودة للمؤتمر المشترك للأخ اللواء جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، والأخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أطرح سؤال كما قال العاروري ما الجديد؟ وقد أجاب بنفسه عليه إذ أن الجديد هو تجميد كل الخلافات وليس طرح حلول لها! وليس في بذل جهود إنهاء الانقسام على الأرض بل تركه معلقاً بين السماء والأرض! صحيح أننا سمعنا كلمات مهذبة للطرفين في عرض صفاء النية والرغبة في توحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة المؤامرة، لكنها تبقى كلمات وقد سمعناها كثيراً وتعودنا عليها، ولكي نتحلى بالأمل سنضطر للتحلي بالصبر وننتظر، والأيام القادمة كفيلة بانقشاع الغمامة. الملفت للنظر شهادة العاروري بحق الرئيس محمود عباس كرئيس صامد وصابر لا ينحني ولا يقبل بالتنازلات، وكأننا لم نستمع في الأيام القليلة الماضية لقيادات من حركة حماس الذين اتهموا الرئيس محمود عباس بما اتهموه به، واستخدموا أسلوب الهجوم على السلطة! لكن الآن لا أجد فائدة من التذكير بما قال قادة حماس الغائبون عن المؤتمر! وسنتحلى بالأمل وسنصبر!
بكل صراحة، لا أؤمن بكثرة التصريحات والبيانات، أبحث دائماً عن الأفعال و مردودها في الميدان. والأمل أن يكون الوضع كما أشار اللواء الرجوب، بأن فتح وحماس منسجمين في الرؤية والهدف ما يوحي حقيقة بأننا قد نكون نعيش في كوكب آخر وليس في الكوكب الذي يعيش فيه كل من فتح وحماس!؟ لكن سنتحلى بالأمل وسنصبر وننتظر، والشي الآخر الذي أود الإشارة إليه غياب نقطة رئيسية في النقاط التي عرضها وقدمها العاروري، حيث أشار إلى أن هناك نقطتان تسعى إسرائيل لتمريرها إما حرب وعمل عسكري تدمر فيه إسرائيل بما معناه الكيان الفلسطيني، وإيصال الحالة الفلسطينية إلى حالة شبه منتهية ومحبطة، أما النقطة الثانية أو الطريقة الأخرى التي يمكن أن تسلكها إسرائيل كما أشار فهي عملية تهجير شاملة للشعب الفلسطيني! أما النقطة الغائبة التي لم يذكرها العاروري، والتي يراهن عليها الاحتلال هي في توفير سبل الراحة المالية والاقتصادية والاجتماعية، وحرية الحركة والتنقل والعمل، وتغيير نمط الحياة للشعب الفلسطيني؛ لنقله من الضيق إلى الفرج ومن حالة التقوقع إلى الانطلاق نحو تغيير وضعه العام! خاصة وأن الشعب الفلسطيني الآن يتعرض لأكثر من حصار ولوقف الموارد بكل منابعها، ولتعطيل وتراجع الأعمال، ما أوجد ظروف اقتصادية صعبة جداً، ومع تعلق الناس بما تبقى لفئة الموظفين فقد جاء دورهم بإيقاف صرف الرواتب وتقليصها، وفتحت البنوك أفواهها لقنص الموظف في ما تبقى من راتبه مع تراجع سلطة النقد والبنوك عن وعودها في تأجيل أقساط القروض لمدة أربعة أشهر!!بالضفة الغربية وقبلها تقليص نسبة الصرف لموظفي غزة لـ 75%  واحالة جزء كبير من الموظفين  لما يُسمى بالتقاعد المالي، وهو الأمر الذي يجب التنبيه والحذر منه!! 
وفي كل وضوح، وقد أكون جاهلة، فإني لم أرَ جديد في هذا المؤتمر، ولم يختلف عن ما تم في السابق، إذ أن الخطوات المقنعة والقوية تكمن في توحيد الشرعية ولم توحد، وفي ضم المكان ولم يضم، وفي اعلان صريح يضع كل الخلافات في نصاب حلولها، و بدون نظارة سوداء، لا أرى ما يراه المؤتمرين مع تمنياتنا أن نكون على خطأ، و جبريل والعاروري على صواب، وسنتحلى بالأمل وسنصبر وسننتظر وعسى أن لا نسمع تصريح ينسف المؤتمر، ويحمل الطرفان لوحة مشتركة نحو الوحدة يكتب عليها اتبع الإشارة.

كاتم الصوت: الالتفاف على الحلول والهروب من الأولويات التصالحية نقطة قوة للمتربصين والأعداء و قناعات بأن الخطوط الأخرى والبدائل لا تزال على القمة!

كلام في سرك : سيادة اللواء جبريل الرجوب كان عصبي من بعض الأسئلة بخصوص الانقسام! واضح في جعبته شيء! أو في الجسر الذي أشار إليه.

ملاحظة: لا نطالب الحكومة بلبن العصفور، ولا نطلب من سلطة النقد والبنوك بإسقاط القروض. فقط تأجيل أقساط القروض دون قوانين وتعليمات ملتوية. والأصول أن يتم التأجيل حتى نهاية العام!