لماذا طلبت الطلاق؟ بقلم:محمد سليمان الدرقاوي
تاريخ النشر : 2020-07-03
لماذا طلبت الطلاق؟ بقلم:محمد سليمان الدرقاوي


هل نستطيع الكتابة عن عيوبنا ؟
وعيبي أني تزوجت بلا إرادة ..
لماذا لا ؟ ألا نستحق الحياة ؟ استحقاقنا لها يعني ان يكون يوم لنا ويوم علينا ..
حين يقهرك رجل في أنوثتك فيلزمك ردا مقنعا .. لماذا طلبت الطلاق ؟
يجب ان يكون الرد صارما ..لماذا تقبلتم زواجي منه و تستغربون طلاقي ؟
طلبت طلاقي لانزع فتيلا يتزيت كل لحظة بمزيد من الحقد عليه ..
حقد على رجولته التافهة ، حقد على كذبه ، حقد على تبجحه بالشرف وهو لا يملكه ،وحقد على تعذيبي وهو يعرف نفسه أنه بلا ذكورة ثم يقتحم حياتي بلغط وهرج ..وفيش ، وفضاضة ..
حقد أنه لازال يؤمن بأن قطرة دم هي شرف الانثى ،ومن غيرها فكل أنثى عنده عاهرة ..
هكذا كان يحدثني قبل ليلة زفافنا .. كنت أطمئنه أن شرفي من كرامتي، وان كرامتي تأبى ان أفرط في شرفي، وشرف عائلتي، وشرف رجل مد يده ثقة بي حتى أشاركه حياته وأخلد وجوده بنسل ..
لكن لم يحدثني أنه كان من الذكورة والشرف أعزلا ،وانه كان فاقد الكرامة ،وان كرامته أراقها كذبا وادعاءا وتبجحا بما لا يملك ...
كل يوم كان يقول لي : استعدي الليلة ساعوض لك ما فات ..
يأكل حتى تصير بطنه قنبلة نووية ، يتناول كل أنواع الأقراص بيضاء وملونة حتى أقول منه ستنتصب سارية رومانية بما في الأقراص من رمل واسمنت ، يدهن المراهم حتى اتخيل أني ساصير شكوة لبن وان كل اعمدتي اللحمية والعصبية ستتلاشى في ليلة ؛حتى البيت صرنا نتعايش فيه وكأننا في بؤرة نتنة هي خليط من فاسوخ وسرغينة وعود ولبان .. ثقة باقوال العرافات كون طليقي مسحور ،والساحرة امرأة رمت ثقافه في بئر مهجورة ..
فهل بقيت وسيلة للاستمرار في طريق لا مخرج لها أو منها ؟
هي المرارة حين تتزوج فتاة برجل بلا إرادة ،وتثق به بلا وضوح ولا تحدي ..
حين أخلو لسريري لا احس الا بالرعب الذي كان يتهددني من طليقي .. افتح المذياع عساني اسهر مع سمار الليل , ثم افرغ عيوني من بحار دموعها . وأنا حذرة ان يسطو علي نوم فينفذ طليقي وعده ،ان يذبحني حتى لا افشي سره ..
في عيونه كنت أرى شرارات الغدر كخفاش الليل يبحث عن قطرات دم ..
كانت الوساويس تلازمني،لاتبتعد عن عقلي وعيوني وكل جارحة في بدني ؛
لا ارتاح الا حين يخرج صباحا واسمع المفتاح قد دار في قفل الباب .. اضبط المنبه ، اقدم الساعة بقليل على موعد عودته ثم اغيب في نومة عميقة ..
كنت يوميا أختبر صبري والمي ، وأقاوم وأتجرع سم طليقي ..كانت ارادتي : أن أحيا ، وعلى مهل من الصبر أسير ، حتى اصادف بسمة غدي بعدها سيكون لي مع الرجل حساب...
هل عرفتم لماذا طلبت الطلاق ؟فأنا ميتة سيان بقيت في عصمته او طلبت الطلاق ،على الأقل أكون قد أسمعت صوتي
لكن وأتتني بسمة قدر فانتهزتها وتحررت ...