سنبلة في زمن القحط والمحل بقلم د. عبد الرحيم سويسة
تاريخ النشر : 2020-06-30
سنبلة في زمن القحط والمحل بقلم د. عبد الرحيم سويسة


سنبلة في زمن القحط والمحل - بقلم د. عبد الرحيم سويسة

*******************************

كثيرا ما كان يُنعت لبنان بأنه دولة عربية صغيرة وضعيفة ، وهذا ما تم دحضه اليوم على مرأى ومسمع العالم.

اليوم حقق لبنان نصرا معنويا للعرب أثلج قلوب الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج ، وهو وإن كان أجراء بروتوكوليا بسيطا ، إلا أنه يعتبر اختراقا كبيرا وكسراً لسياسة الخنوع والخوف والوهن التي هيمنت على النظام السياسي العربي، وتحكمت بالسياسات العربية الرسمية على مدار ربع قرن أو أكثر، ولعل الموقف العربي الرسمي إزاء القضية الفلسطينية والارتماء المخزي والمذل في أحضان وبين أقدام المسئولين الأمريكيين وتنفيذ إملاءاتهم المهينة والمشينة خير شاهد وخير دليل على ذلك .

ففي الوقت الذي ترسم فيه السفارات الأمريكية في عواصمنا العربية سياسات هذه الدول وتتحكم بقصور الحكم فيها ، قامت وزارة الخارجية اللبنانية وتحت وقع الاحتجاجات الشعبية قي لبنان باستدعاء السفيرة الأمريكية في بيروت على إثر تصريحاتها الأخيرة التي اعتبرت تدخلا في الشؤون الداخلية اللبنانية وإثارة للفتن الداخلية.

من المعروف والمألوف في السياسة الدولية أن تقوم الدولة المستضيفة للسفارة باستدعاء سفير دولة ما للتعبير له عن الاعتراض على سياسة دولته تجاه قضية ما أو لتبليغه أنه شَخْصٌ غير مرغوب فيه.

أي أن تعبير استدعاء يحمل معنى الاحتجاج والرفض وهو مالا يجرؤ عليه حكام وزعماء العرب في هذا الزمن .. زمن الانحطاط والخوف .. زمن الإذعان المهين والطاعة العمياء لأوامر رامبو وتعليمات صغار الموظفين في الإدارة الأمريكية حتى لو كانت هذه الأوامر والتعليمات تتناقض مع المصالح العربية وتمس كرامة الحكام أنفسهم !!

هل عرفتم ألان أهمية هذا الإنجاز اللبناني الذي تحقق اليوم والذي يحق لنا الاحتفاء به رغم ضآلة حجمه وقيمته!

هل عرفتم مقاييس ومعايير زمن الضعف العربي .. زمن القحط العربي .. زمن العطش العربي .. زمن الحزن العربي !

ولا ننسى دور القاضي اللبناني الشجاع محمد مازح الذي لعب دور الطبيب الذي أشرف على ولادة هذا الإنجاز الذي نحتفل به اليوم.