الصحة للجميع و بالجميع شعار زائف و لأغراض مشبوهة بقلم:د.منجد فريد القطب
تاريخ النشر : 2020-06-30
الصحة للجميع و بالجميع شعار طرح وولد ميتاً لسبب بسيط

الصحة لا تباع و لا تشترى 

الصحة بتعريفها ليست خلو من الأمراض و الأسقام بل توازن بين العديد من المحاور الإجتماعية و النفسية و العقلية و الإقتصادية و السياسية

الصحة عبارة عن طيف ضوئي لا يمكن فصل لون عن باقي الألوان

الصحة ترتبط بسكن صالح و بالعمل و شروط العمل و البطالة و التسريح من العمل و عدم تكافؤ الفرص و بالعلاقات الإجتماعية و بأسعار و توفر السلع الغذائية و بالأمن المائي و الأسرة و التوعية الصحية و الفقر و الحرمان و الخصخصة و تبني السياسات الغير عادلة و الغير منصفة للسكان و خدمات جودتها دون المستوى

فما معنى الصحة للجميع و بالجميع

ماذا يعني فصل السياسة عن الصحة؟

لمن ستباع هذه المقولة 

لمن هم على الحواجز العسكرية الإسرائيلية و عددها ٦٠٠ في الأراضي الفلسطينية المحتلة ام لمن تعيق إسرائيل وصولهم إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية و المستشفيات و لمن يموتوا بانتظار خروجهم من قطاع غزة المحاصر للعلاج في الخارج ام للنساء اللواتي يلدن على الحواجز 

ام لأكثر من ٦٨ مليون يمني يعانوا من انعدام الأمن الغذائي و المجاعات و أطفال اكثر من ٦٠٠ ألف يعانوا من الكوليرا و الخناق و الاسهالات المائية و الملاريا و التفوءيد و إنفلونزا الخنازير و الالتهابات التنفسية و فقد الرعاية الصحية و انهيار و ترهل المنظومة الصحية و التعليمية و الإجتماعية و نزوح الأطباء لمناطق أكثر أمنا و عدم استلامهم لرواتبهم لأشهر

عدا عن التمييز في بعض دول الخليج العربي في التأمين الصحي و الطبابة بين مواطني الدولة الأصليين و العمال أو العاملين و عدم شمولهم بالرعاية والاهتمام الصحي و لا بأدنى مستويات الرعاية الإجتماعية و هي نفسها تعاني الحصار و ظلم ذوي القربى الأشد مضاضة

و في النهاية المنظمات الدولية تتلقى دعم مالي من دول و جهات مانحة و أناس مثل بيل غيت

هؤلاء لهم شروط عن طريقة صرف المنح و الدعم المالي

و لو كانت شروطهم عادلة و منصفة لانحلت قضية فلسطين من سبعين سنة و توقف القتال في ليبيا و اليمن و العراق و سوريا من عشر سنوات و انعدمت البطالة و الفقر و الاعاقات الجسدية في أماكن تدخلاتها العسكرية في العراق و اليمن و ليبيا

لأن هذه الدول المانحة هي التي تتقاتل على الأرض العربية بالوكالة و هي التي تبيع الأسلحة للدول المتناحرة في ليبيا و العراق و سوريا و اليمن و هي التي تغض الطرف عن سياسات التهويد الإسرائيلية

و هذه الدول بمنحها المالية تشترط تعيين أشخاص بمواصفات معينة قد يكون لهم توجهات و سياسات الباطن فيها أعظم من الظاهر لنشر الفسق و الانحلال و ضرب البنية التحتية الإجتماعية و الصحية للدول

باختصار شديد المنظمات الدولية ليست ملائكة بل مؤسسات مسيسة لأغراض معينة و برامج مشبوهة

الدكتور منجد فريد القطب