التاسعة.. التوقيت المفضل للجهاد الاسلامي بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2020-06-30
التاسعة.. التوقيت المفضل للجهاد الاسلامي  بقلم:خالد صادق


التاسعة.. التوقيت المفضل للجهاد الاسلامي
خالد صادق
يبدو ان صواريخ الجهاد الاسلامي اصبحت تحمل طابعا خاصا لدى الاحتلال الصهيوني وقد اصبحت ماركة مسجلة باسم الجهاد الاسلامي لان لها وقعها وطابعها الخاص, فالكاتب الصهيوني متان تسوري اعتبر ان التاسعة مساء هو التوقيت المفضل للجهاد الاسلامي لاطلاق الصواريخ تجاه الاراضي المحتلة, ويبدو ان الاحتلال بات يميز صواريخ الجهاد الاسلامي ايضا باصابتها للهدف بدقة, وبقوتها التدميرية, واستهدافها لمواقع حساسة, فما يسمى بقائد لواء الإخلاء والإنقاذ في جيش الاحتلال الصهيوني «يوسي بينتو» قال أن قوة صواريخ المقاومة في قطاع غزة قد تضاعفت, وانه في الجولة السابقة العام الماضي تلقينا تقريراً عن رشقة صاروخية نحو عسقلان وضربة متزامنة بالصواريخ لثلاثة مبان مختلفة تسببت بقتيل وعدة إصابات», وتابع:» أحد الصواريخ ضرب جوار مبنى ولم تكن إصابة مباشرة له، لكن قوة الانفجار كانت قوية للغاية لدرجة أن المبنى المجاور تطايرت منه جميع وحدات التكييف المعلقة في الخارج وأيضا النوافذ، كل شيء تضرر داخل المبنى، حتى الأبواب الحديدية أصبحت ملتوية وفي الداخل حوصر العديد من المستوطنين. وكانت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قد دكت مستوطنات العدو بصواريخها، رداً على اغتيال القائد في سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد بهاء أبو العطاء وآخرين، في 12 من نوفمبر الماضي. وقد اعترف جيش الاحتلال حينها بإصابة أكثر من 40 مستوطناً جراء سقوط صواريخ على مستوطنات العدو.

الغارات التي شنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة الليلة الماضية, تؤكد ان المعركة القادمة قد تنفجر في أي لحظة, وهى ليست كسابقتها, فالاحتلال يتحدث عن تطور كبير في قدرات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, ودقة في اصابة الاهداف, وهذا يؤكد المحاذير التي تضعها اسرائيل امامها لمنع الانجرار الى حرب جديدة خوفا من رد المقاومة الذي من المتوقع ان يكون عنيفا وجماعيا من كل الفصائل الفلسطينية, وهذه المرة الرد لن يكون محسوبا فالساحة الفلسطينية اصبحت كلها في قبضة المقاومة بعد ان اعلن الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة ان صواريخ الجهاد الاسلامي باتت تطال كل شبر من ارض فلسطين المحتلة, وبعد ان وعدت حماس الاحتلال الصهيوني بمفاجأت كبيرة في حال اقدم على أي حماقة جديدة وشن عدوانا على قطاع غزة, والرسالة التي خرج بها الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس ابو عبيدة, كانت تحمل لغة تهديد واضحة وصريحة بان الضم يعني اعلان حرب, لذلك جاء قصف الاحتلال الليلة الماضية عنيفا, على قدر الخوف والرعب الذي يعيشه الان, خاصة ان جبهته الداخلية المهترئة لا تتحمل أي ضربات في ظل جائحة كورونا, والحكومة المتزعزعة التي يقودها نتنياهو مختلفة وغير مجمعة على أي قرار وتعتبر ان أي عدوان على غزة بمثابة مغامرة غير مضمونة النتائج, كما ان مخطط الضم في توقيته وزمانه ليس عليه اجماع من الحكومة حتى في ظل التطمينات والتحريض الامريكي لإسرائيل ببدء مخطط الضم.

الاحتلال يتحدث ان الجهاد الاسلامي هو الشرارة الاولى التي ستفجر المواجهة العسكرية القادمة, ويعتبر ان جل الصواريخ التي تسقط على منطقة الغلاف الحدودي منذ بدء مسيرات العودة الكبرى مصدرها الجهاد الاسلامي, ويتحدث ببلاهة عن تجاوزات حركة الجهاد الاسلامي وخروجها عن الاجماع الوطني ظانا أنه يستطيع ان يضرب العلاقة بين الجهاد وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, لكنه عندما استمع الى كلمة الناطق باسم كتائب القسام ابو عبيدة ان مواقف حماس منسجمة تماما مع مواقف الجهاد الاسلامي, وان الفصائل الفلسطينية متوافقة على التصدي للاحتلال بكل الاساليب والادوات الممكنة واولها الكفاح المسلح, وان غرفة العمليات المشتركة التي تضم كل الفصائل الفلسطينية المقاومة تمتلك خطابا واحدا جماعيا, وما يعبر عنه الجهاد الاسلامي بالقول او الفعل هو موقف لغرفة العمليات المشتركة, وما يعبر عنه الناطق باسم كتائب القسام هو موقف لغرفة العمليات المشتركة, والاحتلال واهم تماما ان كان يظن انه يستطيع احداث شرخ في غرفة العمليات المشتركة, فحالة التلاحم والانسجام الفلسطيني في المواقف اكبر بكثير من ان تتصدع بتصريحات غبية للعدو الصهيوني الذي يتربص بنا, فالاختلاف في المواقف والترهل تجده داخل الحكومة الصهيونية ولا يمكن اسقاطه باي حال من الاحوال على غرفة العمليات المشتركة بقطاع غزة, وما لا يدركه الاحتلال ان الفصائل الفلسطينية تتحاور مع السلطة الفلسطينية وحركة فتح للتوافق على برنامج وطني جامع يوحد العمل المقاوم بكافة اشكاله في الضفة الغربية وقطاع غزة والاراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 لافشال مخطط الضم .

الاحتلال الصهيوني الذي اكتسب الخبرة اللازمة بات يفرق بين صواريخ سرايا القدس وتوقيتها وزمانها وقوتها, وبين صواريخ كتائب القسام وتوقيتها وزمانها وقوتها, وصواريخ المقاومة الفلسطينية, واصبح الصاروخ الفلسطيني محلي الصنع ماركة مسجلة لدى الاحتلال, ويصنف من يقف وراءه فور سقوطه داخل الاراضي المحتلة, وهذا يمثل نجاحا للمقاومة الفلسطينية التي اصبحت مواقفها واداؤها تدل على هويتها, لكن الاداء يتطور والميدان مفتوح, وما تحتفظ به فصائل المقاومة الفلسطينية لنفسها, لا تستطيع ان تقدره «اسرائيل», فهي تعرف خصومها جيدا وقد خبرتهم ميدانيا.