دائما ما تبهرنا فلسطين بمواهبها المميزة … هل يتناولون أهلها زيتاً مصنوع من ذرات الإبداع! الكثير منهم نجحوا في تخطي العقبات واستطاعوا اجتياز العديد من الأزمات والصعاب والمحن والظروف القاهرة، وتمكنوا بمثابرتهم خلق (قصص نجاح) متميزة، إنهم رجال أعمال واقتصاديين وخبراء تنمية بشرية وطلاب جامعات وكتاب وشعراء ومترجمين، استطاعوا بالعمل والسهر والجهد والإبداع المتواصل أن يجعلوا اسمائهم لامعة في عالم النجاح والتميز، ومن هؤلاء المبدعين:
الكاتب والمترجم الفلسطيني “حسام عيسى رمضان“
كاتب فلسطيني من مواليد نابلس عام 1990 متخصص في الأدب الإنجليزي والترجمة في جامعة “توبنغن “في ألمانيا ، ومؤلف كتاب “أرنا وجهك يا حنظلة “٢٠١٩. وبصدد إنتاج كتاب “٤٨“وهو عبارة عن قصص فلسطينية قصيرة مترجمة للإنجليزية، بالإضافة لنشر رواية بعنوان “بالوقت المناسب“، وما سنسلط الضوء عليه في هذا المقال هو رسالته الدكتوراه التي حملت عنوان “دور الأدب الفلسطيني المترجم للإنجليزية بالدفاع عن الموقف الفلسطيني السياسي أمام العالم” وقد تكونت من 427 صفحة والتي استغرق في كتابتها ثلاثة سنوات من العام 2017-2020.
احتوت الرسالة على ستة فصول…
قدم الفصل الأول من العمل ملخص شامل وكامل عن موضوع البحث.
عالج الفصل الثاني والذي تبنى عنوان وثاقة الصلة بالموضوع مواضيع مختلفة ومنها الدفاع عن الموقف الفلسطيني، وماهية الأدب الفلسطيني وأهدافه وأشكاله.
عرض القسم الثالث من العمل التعريف بأهمية الترجمة بشكل عام، وترجمة الأدب العربي والفلسطيني للإنجليزية بشكل خاص، وسلط الباحث في هذا الجزء من البحث إلى أهم العقبات التي تواجه الأدب الفلسطيني على وجه الخصوص من وصوله العالمية. وذكر أن من تلك الأسباب عدم جدية المؤسسات الثقافة في نقل الأدب الفلسطيني والذي يمثل هوية الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى الحزبية، وتشتت الكتاب الفلسطينين في بقاع العالم، وعدم وجود دعم للترجمات، وتعتبر الآلية الفردية لا المؤسسية للترجمة من أهم المعوقات التي تقف في طريق عالمية أدبنا الزاخر بالحقائق التاريخية. وتم الحديث هنا عن انعدام مؤسسات ترجمية ترعى الأدب الفلسطيني.
كما تناول حسام رمضان في الفصل الرابع المصادر الإلكترونية التي تتضمن ترجمات الأدب العالمي، كالأدب الأسترالي المترجم للألمانية، والأدب العبري المترجم للإنجليزية وهلم جرا.
ولسوء الحظ لم يستطع الباحث التوصل لأي بوتقة يستطيع من خلالها معرفة الأدب الفلسطيني المترجم للإنجليزية خلال ال ٧٢ سنة الماضية مما اضطر لبناء قاعدة بيانات الكترونية سميت “Palestinian “Advocacy” او “المناصرة الفلسطينية” والتي يعمل الآن على الترويج لها عالميا ليتسنى لطلابنا في التخصصات الأدبية معرفة ما تم ترجمته من الأعمال الفلسطينية إلى الإنجليزية خلال السبعة عقود الماضية. كما احتوت رسالته على قواعد أخرى للأعمال الفلسطينية الصادرة بالعربية من عام ١٩٤٨ حتى الآن.
في الفصل الخامس المعنون “نتائج إحصائية وتجريبية”، قام الباحث بعرض تصاميم ورسومات بيانية والتي تابعت ترجمة الأدب الفلسطيني للإنجليزية من حيث سنوات الترجمة، والشركات ودور النشر المساهمة، وعدد المترجمين، وأهم الدول التي نشر فيها الأدب الفلسطيني سواء بالعربية او بالترجمة الإنجليزية.
توصل الباحث من خلال هذا العمل إلى النسبة المئوية الترجمات الإنجليزية لأعمال الفلسطينية والتي وإن دلت تدل على مدى عدم وعينا لأهمية الترجمة وأدبنا في خدمة قضيتنا الفلسطينية.
وقدم الفصل الأخير من البحث ملخص شامل وتوصيات عدة بالأخص لوزارة الثقافة الفلسطينية لتبني آليات جديدة نستطيع من خلالها توظيف طواقم مترجمين يستطيعوا نقل ثقافتنا للعالم الآخر. كما ودعا إلى تخصيص ولو بالقدر القليل من الدعم لترجمة الروايات الفلسطينية والقصص التي تحمل رؤية وأهداف هذا الشعب المقهور. وفي الختام، نأمل ان تكون هذه القاعدة الإلكترونية منصة ثقافية لطلاب الأدب في فلسطين مشيرا إلى ان هذه القاعدة تنمو وتكبر كلما ظهر عمل فلسطيني جديد بالانجليزية والتي كان آخرها كتاب سميح مسعود أنطونيو التلحمي والذي ترجمه للإنجليزية المترجم “بسام أبو غزالة”.
ناقش حسام رمضان رسالته في جامعة “توبنغن” الألمانية يناير الماضي تحت إشراف البروفسور الأسترالي “روزيل ويست بافلوف”؛ والبروفسور الأسترالي اللبناني “سعدي نورمان نيكرو”. وبحضور أربعة من بروفسورات الأدب العالمي في جامعة “توبنغن”.
من الجدير بالذكر أن هذه الرسالة في الوقت الحالي تتحول إلى كتاب بعنوان ” دور الأدب الفلسطيني المترجم للإنجليزية بالدفاع عن الموقف الفلسطيني السياسي أمام العالم” وسيتم نشره في بريطانيا وأمريكا في الوقت الحالي، وهذا الكتاب الأول من نوعه الذي سيدخل العالمية من جميل أبوابها.
الأدب الفلسطيني في الإنجليزية زحفاً نحو العالمية بقلم سهام السايح
تاريخ النشر : 2020-06-24