اتِّكاءٌ مذموم بقلم:شريف قاسم
تاريخ النشر : 2020-06-23
اتِّكاءٌ مذموم ... !!
فيمَ اتِّكاؤُكُمُ المذمومُ ياعربُ

على الأعادي ، وفيه الأمرُ مضطربُ !!
مِلتُمْ إليهم ، وجافيتُم شريعَتَكم
فنابكم وَهَنٌ بالسُّوءِ ينقلبُ !!
هوَ اتِّكاءٌ تلظَّتْ فيه حسرتُكم
ففي صدورِكُمُ بالخطبِ تلتهبُ !!

وفيه مُـرُّ الونى والعارِ مابرحا
وفيه زيفُ الرُّؤى الجوفاءِ والكذبُ !!

ألم تروا أنَّها ماتتْ مروءتُكم
وأجفلتْ عزماتٌ صنوُها الغلبُ !!

مِن قبلُ قالَ الفتى : غاصتْ لكم ركبٌ
في الهمِّ والغمِّ واجتاحتْكُمُ النُّوبُ !!

فما نقولُ وهذي حقبةٌ شهدتْ
سودَ النَّوازلِ ، والأهوالُ تصطخبُ !!

قد غاصت الرُّكبُ اعتلَّتْ مفاصلُها
وأخرتْها الأماني ليس تقتربُ !!

وغاصت اليومَ في بحرِ الأسى ، فَسَلَنْ
هذي البطونَ : أسُحتٌ جاشَ أم قُرَبُ !!

بل طمَّ موجُ العنا ـ ياويلكم ـ لجِبًا ـ
تلكَ الجباهَ ، فزالَ المجدُ والأدبُ !!

واحسرتاهُ عليكم كيفَ يُدركُكُم
صوتُ الصَّريخِ الذي أودى به العجبُ !!

مِلتُم إلى الغربِ دهرًا ـ ويلكم ـ فبكى
عليكُمُ الدَّهرُ إذْ عضَّتْكُمُ الرُّقُبُ !!

وجئتُمُ الشرقَ فاعتلَّتْ إرادتُكم
وسامكم خطلٌ ، واقتادكم عطبُ !!

والحالُ بينهما شؤمٌ لأمتِكم
ألم تروا كيف بالأرزاءِ تنتحبُ !!

لايملكون بها شيئا لأنفسِهم
والكلُّ ياقومَنا عادٍ ومغتصبُ !!

قد دبَّرَ الأمرَ والآيات فصَّلها
ربُّ الأنامِ ، وحاشا لا كما رغبوا !!

أخذتُمُ النَّهجَ عنهم غيرَ ذي قيمٍ
ولم تبالوا ، وأنتُم في الورى النُّجُبُ !!

جاؤوا بقوَّتِهم ، والضَّعفُ أقعدكم

عن الجهادِ ، ولم تسعفكُمُ الخُطبُ !!

وكيف يقوى على الأحداثِ ساعدُكُم
وقد جفتْهُ لسوءِ الطالعِ القُضُبُ !!

وأشغلتْكُم أغانيكم ، وما حفلتْ
به الملاهي ، وما وافى به الطَّربُ !!

فرسانُكُم كلُّ رقَّاصٍ وراقصةٍ
وكلُّ غاوٍ له في حبِّهم نسبُ !!

وناخَ إعلامُكم للشَّرِّ يركبُه
هذا السَّفيهُ ، وذاك الملحدُ الذَّنبُ !!

كم من زنيمٍ علتْ بالإثمِ نزوتُه
مستهزئًا عابثًا ماردَّه أدبُ !!

لقد طمى الغيُّ واستشرتْ مخالبُه

تمزِّقُ الشِّيمً العليا وتستلبُ !!

يحاربُ الشَّرعَ من أبناءِ جلدتِنا
قومٌ تساقيهُمُ الأهواءُ والرِّيبُ !!

لكنَّهم حبطتْ أعمالُهم ، ورأوا
خسرانَهم ، فعليهم ـ ويلهم ـ غضبُ !!

شريعةُ اللهِ للإنقاذِ باقيةٌ
ماضرَّها ثبجٌ أو عاصفٌ لجبُ !!

رغمَ الطواغيتِ مازالتْ بفطرتِنا
تُذكي جوانحَنا ، والظُّلمُ ينشعبُ !!

هي الوسيلةُ للفتحِ المبينِ ، ولن
يُرَى لنا بسواها الفتحُ يقتربُ !!

ماتَ الجنى بِيَدَيْ مَنْ باتَ مُتَّكئًا
على العدوِّ ، وغرَّتْ كِبرَه الرُّتبُ !!

شريف قاسم