لا يليق بعدن أن تصبح طللا.. بقلم:عزيز فهمي
تاريخ النشر : 2020-06-23
لا يليق بعدن أن تصبح طللا.. بقلم:عزيز فهمي


لا يليق بعدن أن تصبح طللا...

في هذه الجنةِ جحيمٌ
يا عدن
يا كَفَن الريح الجامحة
مائدة الآلهة المتقاعدين عن اللعب
فيك صهيل الجياد
يخيف الرعد والمطر
فيك تصاغ الصاخات
يتلهى بمزامير الموت الأموات
فتخجل من جوعك السماوات
لا أرض لهذه الأرض
يا عدن
يا سليلة الجمر
توأم القمر
لا تربة نغرس فيها للقادمين منا
شجرة تفاح
وتوبة
فأعِد يا رامبو ،
يا عاشق البن في عدن،
أعِدْ صياغة السؤال في "فصل في النار"
لعل أنتيغون تصبح حفارة قبور
وعاشقة..
يا عدن
جميلةٌ أنتِ
في "ألف ليلة ليلة"
حزينة على أرصفة اليمن البعيد
السعيد في الأغاني
والأساطير
فحين كانوا يهيئون منذ الأزل
قتل البسمة في نوافذ صنعاء
اغتصاب الرقص
على عتبات "حضرموت"
يجتمعون بالجن في تعاويذ الأمم
في طلاسم الخيانة
كنا نحن
نلوك القات وأضغاث الأحلام
نرى الرمال حبلى بالأشجار
والشعاب الجافة أنهار
تسبح فيها حور عين من عسل ورمان
أفواهنا صامتة
عيوننا فارغة
نرى ولا نرى
كي لا نُزعج الأزهار
حين تضع عطرها في فوهة بركان
لا نُغضب الملائكة والجان
ندعو في نيتنا لخلود الضياع
تحت خيام من زغب جلودنا
نُصبح حديث جمعة
كل يوم وكل عيد
لأننا
" لا نَشْقى في نعيم ولا في جحيم"
ليس لنا ما يكفي من العقل
لنا كل جنون الجنون
لذا نترك للمعري حكمة الغفران
نترك له الشك والتعب
وعاد وثمود
وما بيننا وبينهم من حمام
يبكي ويضحك
خالدون نحن
في الدموع على الحجر
نلعب مع الآلهة لعبة القدر...
فيا عدن!
سنمر مرور الكرام
تَبقَين أنت
جنة لمن لا جنة له
لقد دُعِينا لنكتب على الجبين السلام
طُعِنا في الظَّهْر
أمام الله وأمام الملإ
هم إخوة لنا في المرايا
هم أعداء وراء الزناد
سنختار ما يوحدنا مع الإعصار
نطلب من القمر
البكاء علينا
في الليل والنهار
لعل ما أحمر من البحار بالدماء
يصير ملحا لنا
نحنط بها كل الرمال
الرمال المتعبة بنا
وبالجثث...
عزيز فهمي/كندا