رواية: عناق الأفاعي تشعل شوق القراء بقلم:نجاة مزهود
تاريخ النشر : 2020-06-22
رواية: عناق الأفاعي تشعل شوق القراء بقلم:نجاة مزهود


 رواية: عناق الأفاعي تشعل شوق القراء*
نجاة مزهود*
 وجاء اليوم الموعود الذي كنا جميعا ننتظره، بلهفة وحب وصدق، وقد غرفنا كثيرا من نبع مؤلفاته الكثيرة والمتميزة والتي تجاوزت أكثر من 40 مؤلفا بين نقد ومسرح وسرد ومسرد وأدب الطفل..ليتوج مشروعه الأدبي بنص جديد أضيف إلى المكتبة الكبيرة من نصوصه والتي أعلن عنها الدكتور الروائي الجزائري عزالدين جلاوجي، فمد الجسور بينه وبين القارئ المتلهف على قراءة كل جديده…

فبعد روايتيه حوبة والحب ليلا أعلن عن جزئهما الثالث، وهي روايته الجديدة “عناق الأفاعي” والتي تأتي تتويجا لـ “ثلاثية الأرض والريح”
وقد تضمنت الثلاثية أيضا روايته “حوبه ورحلة البحث عن المهدي المنتظر”، وروايته “الحب ليلا في حضرة الأعور الدجال”، مما يجعلها تشكل إحدى أكبر الروايات الانسيابية الملحمية في الأدب العربي، والتي تعتبر مشروعا ضخما للأديب قد وعد به القارئ العربي لما تحمل هذه الثلاثية من أبعاد إنسانية وتاريخية وفنية ولغوية، ولما تحتويه من أصوات متعددة ثرية.

وقد أشار الأديب الدكتور عزالدين جلاوجي إلى أن رواية “عناق الأفاعي” ستصدر قريبا في ألفي صفحة..

تمتد الثلاثية على حقبة طويلة تتجاوز القرن، وتحاول أن تستفز الواقع العربي عموما والجزائري بالخصوص، من خلال الحفر داخله، ومساءلة المجتمع بكل مخزونه الثقافي والإبداعي، ومن خلال التعرض لثنائية الأنا المقاوم للآخر الملثم بشعارات العدالة والمساواة والمحبة، والساعي دوما للامتداد على حساب الأنا واغتيال خصوصياته والقضاء على وجوده.

تعيد الثلاثية طرح جملة من الأسئلة على كثير من النقاط التي اعتبرت مسلمات في التاريخ، والتي تحاول جهات ما تثبيت هذه القناعات.

للتذكير فإن الأديب عزالدين جلاوجي قد قدم عشرات الأعمال عبر مسيرة حافلة بالعطاء والإبداع، مما يجعل جهده مشروعا ناهضا بحد ذاته له جملة من المواصفات، إضافة إلى غزارة إنتاجه الأدبي، فإنه يمتاز بالتنوع، حيث قدم أعمالا في الرواية:

بـ 9 روايات، وفي المسرح قدم 12 عمل مسرحي، والقصة: 3 مجموعات قصصية”، أما أدب الطفل فقد قدم 7 قصص و 41 مسرحية للأطفال، إضافة إلى عشرة كتب في النقد.

تمتاز نصوص الأديب عزالدين جلاوجي بالتجريب، وهو ما لامس كل أشكاله التعبيرية، ويكفي أن نذكر تجربته التي أطلق عليها المسردية، وقد خاض فيها الاصطلاح والتنظير والإبداع، إضافة إلى ما أطلق عليه “مسرح اللحظة”، ويمتد التجريب أيضا إلى القصة والرواية، ويمكن أن نضيف لخصائص مشروعه بعده الإنساني، واشتغاله على اللغة والتناص مع التاريخ والتراث العربي القديم والشعبي المحلي، والاعتناء الباهر باللغة مما يجعلها أحد أهم ركائز الإبداع أو على حد تعبيره “الأدب اشتغال على اللغة”.

بقي أن نشير في الأخير إلى نقطتين مهمتين:

الأولى أن هذه الثلاثية الانسيابية هي شطر من سداسية كان الأديب عزالدين جلاوجي قد وعد بها قراءه في الجزائر والوطن العربي.

والثانية أنها تغري بتحويلها إلى مسلسل تلفزيوني من عشرات الحلقات ربما حتى 100 حلقة أو أكثر بما تحتوي عليه من زخم وأحداث وشخصيات وصراع تشويق ومشاهد، إنها بحق ملحمة عملاقة، تجسدت فيها كل الجماليات من لغة وفن وأسلوب…وآن لهذه الملحمة وهذه النصوص القيمة أن تجد لها دربا في عالم السينما والتلفزيون لأنها تستحق ذلك وبجدارة، فمستواها راق جدا وهذا الذي نحتاج إليه قراءة ومشهدا…