ما أسرعهم؟! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2020-06-21
ما أسرعهم؟! - ميسون كحيل


ما أسرعهم؟!

لا أرغب في الحديث عن الأزمة الليبية وإلى ما وصلت إليه، وقد تكون مشهد آخر مماثل لمشاهد عديدة مرت على الوطن العربي ودوله المجيدة! والأفضل دائماً كما هي سياسة المستوى السياسي الفلسطيني الأعلى من النأي بالنفس عن أي خلافات عربية-عربية سواء كانت في الدولة الواحدة أو في الدول العربية ومواقفها وخلافاتها. ومن الطبيعي جداً أن تسعى أي دولة في تأمين حدودها وردع أي أخطار محتملة ويبقى ذلك حق من حقوق أي دولة في العالم. وفي ذلك فإن الملفت للنظر سرعة المواقف العربية تجاه بعضها البعض، والتفاعل السريع لبعض الدول العربية لإعلان الدعم والتأييد! أما ولماذا ملفت للنظر فيعود لأسباب عدة على رأسها ما يصاحب ذات الدول من بطء في اتخاذ القرارات وإعلان المواقف فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني -الإسرائيلي! رغم التمادي الإسرائيلي، والتهرب من عملية السلام، والاعتداءات على الفلسطينيين سواء كانت اعتداءات على الأرض أو الحجر أو البشر! والسؤال الذي يطرح نفسه هل تهم القضية الفلسطينية الزعماء العرب والدول العربية أم باتت تشكل عبء عليهم؟ وفي الحقيقة فإن كل المؤشرات تدل على أن الدول العربية، وإن أتحفتنا ببعض التصريحات الداعمة أحياناً قد أصبحت ترى بعين أخرى، وتتغاضى عن أحداث ومواقف وتجاوزات إسرائيل تجاه الفلسطينيين بينما تتشدد وترى بعيونها الأربعة أحداث أخرى وتهتم السياسة العربية بها، و تعلن مواقفها و تتخذ إجراءاتها رغم أن هناك قضايا ذات صبغة عربية خالصة لا تعيرها الاهتمام المطلوب! 
لا أحد ينكر امتدادنا وعمقنا وانتماءنا العربي، ولا يمكن أن نتجرد من عروبتنا، وقناعاتنا أن فلسطين عربية، وأن الشعب العربي الفلسطيني جزء أصيل من الشعوب العربية، وأن شعوبنا العربية أساسنا وأصولنا، لا نضمر لهم إلا الخير، ولا نسعى إلى الإساءة لدولنا العربية، وأنظمتها وحكوماتها، كما لا نقبل أي اتهامات قد تطال لرأي شفاف أو قول صائب في انتقاد ما ليس الهدف منه سوى التنبيه والتمني. وفلسطين الآن وأرض فلسطين وشعب فلسطين بحاجة لموقف عربي قوي وأكثر من أي وقت مضى، والقضية الفلسطينية على المحك ما يتطلب جهد عربي مكثف لاحتضان القضية من جديد، والشعب الفلسطيني مهدد بأن يتحول إلى شعب كردي في المنطقة (طبعاً مع احترامي للشعب الكردي) وقد لزم التشبيه من أجل التلميح للخطط الصهيونية الأمريكية، ومن في فلكها. وما دون ذلك فإن على الفلسطينيون العودة للمثل الذي يقول ما حك جلدك إلا ظفرك.
خلاصة الحديث كنا نتمنى لو شارك وزير خارجية مصر في اللقاء الذي تم في رام الله وجمع الرئيس مع وزير خارجية الأردن، كنا نتمنى لو لم تعتذر مصر، كنا نتمنى لو حضر سامح شكري!؟ فالقضية الفلسطينية ليست قضية استخباراتية أو مخابراتية، وليست قضية على الهامش، وندرك أنها من أولويات السياسة المصرية. ودائما نعلق الآمال على مصر و ننتظر منها المزيد للوقوف في وجه أعداء فلسطين، وحث باقي الدول العربية للوقوف معها وإعلان مواقفها الهامة دون تأخير أو تباطؤ، ولكي لا يقال عنهم وعن مواقفهم في قضايا اخرى ما أسرعهم!؟

كاتم الصوت: قيصر راح قيصر جاء، غير مهم! المهم والأهم ترامب رغم مغادرته قريباً! 

كلام في سرك: ارتفاع منسوب المعارضة الأوروبية يتزامن مع ارتفاع منسوب التطبيع العربي! ما أسرعهم!

دعابة: شيخ عربي صاح بفرحة الله أكبر بعد مشاهدة التلفاز لقد ظن أن الجيوش العربية تقف على حدود فلسطين!