خزان المقاومة! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2020-06-19
خزان المقاومة! - ميسون كحيل


 خزان المقاومة!

على الرغم من كل محاولات التشويه المبرمجة والنشطة ضد السلطة الوطنية، والتي لم تهدأ منذ تأسيسها كإنجاز وطني حتى الآن، ويبدو أن هذه المحاولات قد نجحت في مراحل معينة، إلا أنها أضحت مكشوفة للعيان. ولعل أكثر وأكبر هذه المحاولات هي فيما يتعرض له الرئيس محمود عباس من ضغوطات لم تقوى عليها دول ذات سيادة! ويواجهها بثبات وصمود كصمود ورسوخ جبال القدس والخليل ونابلس، لم يهتز له شعر ولم يغمض له جفن، حتى لو كان الثمن حياته أو كما قال لن أنهي حياتي بخيانة القضية. والمضحك أن كل ما يحدث من محاولات واستهداف يتغاضى عنه صبيان السياسة، ويواصلون الهجوم تلو الآخر من جوار القواعد الأمريكية وتحت حرابها دون خجل وأوقحهم أبواق تريد من الرئيس والسلطة التركيز على مهاجمة قطر ومقاطعتها بسبب دعمها وتمويلها اللامحدود للانقلاب الذي قد نختلف أو نتفق حول هذا الدعم مع دعاة المقاطعة الذين ينادون پإتخاذ الرئيس لهذه المواقف، في اللحظة التي يفتخرون بها بمواقف دول عربية أخرى تقاطع السلطة والرئيس وتوقف الدعم عن الفلسطينيين وتتهافت كما غيرها على التطبيع!! وكما هو موقف الرئيس المعروف من قطر فإن هؤلاء يتناسون أن الرئيس له نفس الموقف من الإمارات ولم يختلف عن تعامله معها أو مع غيرها! فما دواعي الصراخ والنباح ليل نهار والطلب المموج والمتكرر بأن تقطع السلطة علاقتها مع قطر. أجزم أنه لا يغيب عن بال كل متابع أن سياسة الرئيس تقتضي أن تكون علاقة السلطة مع الجميع جيدة. فلقد تعلمنا من تجربتنا المريرة في حرب الخليج الأولى والتي أدت إلى ما أدت إليه في ذلك الوقت. وحصافة الرئيس تجلت في حفاظه على الحياد قدر الإمكان حتى يحافظ على مصلحة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده. وهؤلاء نذكرهم أن الطفل الفلسطيني يعلم مدى ارتهانهم لقرارات إقليمية لا يستطيعون الحياد عنها قيد انملة. فالقرار الفلسطيني المستقل الذي عُمد بدم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى لن يتنازل عنه الشعب الفلسطيني، ولن تتنازل عنه حركة فتح صمام الأمان والتي أثبتت عبر تاريخها الطويل أنها لم تخن عهد الشهداء والأسرى كما فعل ويفعل غيرها، يرهنون القضية لإشارة من عواصم إقليمية. وكنت قد كتبت في مقالات سابقة أن الموقف الأوروبي يتفوق على العربي في قضية الضم، وأضيف في هذا المقال أن الموقف الأوروبي متقدم على موقف بعض الفصائل التي رهنت مواقفها بدول الإقليم الممولة لها بعيداً عن المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني حفاظاً على مكتسبات لبعض الأشخاص وياللآسف! وعليه فإن المطلوب من هذه الأبواق، وفي هذه المرحلة تحديداً إن صدقت في وطنيتها أن تطلب من الفصائل قطع كل اتصال فصائلي مع أطراف إقليمية لديها أجنداتها الخاصة وتدعي دعمها للفلسطينيين! وتطلب أيضاً من فصائل منظمة التحرير الالتفاف حول القيادة السياسية الشرعية بدلاً من التساوق والاندماج في مخطط تفتيت السلطة، وتقسيم المنظمة من خلال الشعارات المعهودة المملة المندمجة مع بعضها البعض على حساب وحدة الموقف الفلسطيني في ادعاء باطل مفاده اقرعوا جدران خزان المقاومة!

كاتم الصوت: ما الفرق يا طير بين دولة تستميت أنت في المطالبة بقطع العلاقة معها، وبين دولة تقاطع الشرعية الفلسطينية وتلهث وراء التطبيع؟ أم أن فتات الخبز هو الهدف!؟

كلام في سرك : الأردن العظيم وعد بخطوات حاسمة في حال قرر الإحتلال ما يهدد به! وسيحرج دولاً عربية تتغنى بالحقوق الفلسطينية.

سكة سفر: صوت الرئيس مسموع و وموقفه واضح ورأيه صائب سواء في الوطن أو في الخارج.. مش مهم السفر.