أنْتّ..! (3) بقلم:أحمد الغرباوى
تاريخ النشر : 2020-06-18
أنْتّ..! (3) بقلم:أحمد الغرباوى


أحمد الغرباوى يكتب:

أنْتّ..! (3)

أنْت..

أنْت لَمْ تعلم شَيْئاً عَنْ الحُزْنِ أبدًا..

تيهُ عيْشٍ دون حُبّ؛ ألمٌ لا يُطاق.. على رصيفٍ باردٍ مَرْمىّ؛ مُقَيّد العناق.. وأنا أكابدُ أنْ يحبّنى غَيْرك؛ بنفسِ الطريقة التى أُحِبّك.. وأتجرّعٌ أكؤس الصّبْرِ مَرَار الاحتسابِ؛ دون أجْرِ شهيد.. تهادى نور شهاب..

ولا أهتم.. إنّما أرْتَعِدُ لحظ تهرولُ خلف (آخر) بأدْنى تعبِ وَصلٍ، وأيْسَر مُعاناة، وأهَوْن ثمن.. وضآلة وَصْف.. وبلا طعم نوعِ الشَّهد المُغْرى لك.. وسطحيْة أحَرُفٍ تُنادى عَليْك.. وتجاهد كَىّ تدَغْدغ ما أقدّسه فيك مِن وَشْوَشات وَجْد..

وكم بأقدارى كُنْتّ لى إبداع يَمّ.. فلم تخبو وتروح؛ كحلم ورغاوى زَبَد فجر!

عالقٌ أنْت وهَوْى (آخر)..  وتصرّ على أنْ تُحِب فى الله مَنْ يأبك كإنسان وحُبّ.. ولم تداوم والبقاء على إخلاص تعلّق وهيْام رسالة بعث لك، تدرك أنّها، وأنّه لك أوْحَد حُبّ..

فلن تستطع حَيْاة صباحات دون بصيرة روحه، والنفاذ إلى أعماق نِنّى المّىّ الأصفر الدّاكن بعينيه..

 حبيبى..

هو البحر؛ ليس زُرقة السّفح، ولا سماويّة خدرِ مَوْج.. بل هو كما برُقىّ حُبّ، ما فى الأعماق مِنْ عطايْا خفايْا ربّ..

ولن تسمح لـ (آخر) يجاوره مساحات صفاء وودّ قلب.. رُبّما أخطأت اختيْارك.. الله كشف لك حقيقة أمْرَك.. ودَلّ على إنّه رزقك.. ولكنك لم
لم تعرف الحُزْن أبدًا، وأنْت ترى مَنْ قدّر الله حُبّه، وهو ينتظرٌ ولا يزل.. ويبعدُ ويبعد..  

حضورك غِيْابك.. صَمْته أنْت.. ورغم يقين صادق حُبّ سنوات وسنوات.. ليلٌ نهار ما تبدّل.. يغفو وصحو صلوات لا تنقص، ولا تتغيّر.. قبلٌة دين لها نتوجّه.. ويأتى..

يأباك ومَجْرى حَيْاته؛ نهايات مدى ضفاف خَيْارات عُمْره.. جرح كبريْاء يُصارعُ صلف وغرور انتظارك..

 آخر محطة بتجوالات عُمْرك!..  

،،،،،

حبيبى أنْت
لَمْ تعرف الحُزْنَ أبدًا..!
وبنظرة عَيْن.. هى مَخالب قطّ أسود.. وأنيْاب صبّار ترمينى وتتعجّل.. وتسخرُ؛ أنَّ الله يقذفُ الحُبّ في قلوبنا، فلا تسأل مُحِبّ؛ لم أحببت..؟

وأنْت بغار (حُبّ)، تعتكفُ مُناجاة رَبّ؛ قد يكون الخَلاص مِنْ الآلام أجْمَل الأقدارمِنْ إجاب نداء قلب؛ لا يستحقّ كُلّ ذاكَ الصّخْرِ الصّلد المُثقل نهجان صدر.. يُغيّر ما لم تتوق.. ويُحِدثُ ما لَمْ تنتظر.. وبَيْن جفنيْك المُرتعشين يُطفئ إنبهاراً؛ ليخلق فيك نُضجاً شجيًّا.. ويُولد بقلبك نوراً؛ كاد أنْ يموت.. فتنتبه أبدًا..

من يُحِبَ فى الله حقًّا؛ لا يجد لحبيبه شبهًا.. وفى إبداع كَوْنٍ؛ الله لم يخلق لشئ شبيهًا.. فأنّى لمَنْ يُرْزَقُ الحُبَ؛ أنْ يكون لحبيبه شبيهًا قطّ.. وما لكُل حُبّ مثله نظيرًا بنغم ِالنّبْضِ مادام حيًّا..
من يعرفُ الحُبّ حقًّا؛ قدره تتحمّل روحه عبء ترانيم وآيات الغفران حَيْاةً.. و.. ومَوْتًا!
،،،، 

حبيبى أنْت

لم تعرف الحُزْنَ أبدًا..!

المُخْتار والمُصْطفى مِنْ الله؛ بأسوأ حالاته هو منْ يعاملك؛ وكأنّه بأحسن حال.. و.. وأكثر..
والمتناهى فى الوَجْدِ؛ ألا تشعر بجَرْحه، وأنت بتضغط  وتضغط  وتقسو عليْه؛ دون أنْ تدرى..
والتسامى رزق حُبّ؛ دون عمد؛  يعبرُ كُلّ ما يؤلم المُحِبّ، وهو بمِحْرابِ الشّغفِ، يشكرُ الله على ذاكَ الرزق حَيْاة عُمْر.. و
ويقنعُ ويرضى بكيْفما آتاه..! 
حبيبى:

ـ ألا تزل تسل..؟

فعندما تسمحُ للرحمة تهاجرُ قلبك.. لا
لا تلم تأخّر رزق  حُبّ؛ تبغاه أنْتّ..!

وهناك أشياء وأشياء؛ ننتظرُها لن تأتى.. ولم تكتب لك.. فلا تراهن على صَبْرك.. ودوام حَيْاة وَجْعِ مَنْ فى الله يُحِبّك! 

يومًا ما؛ تحتضُ نزف حَرْف بجدّ.. وتعانقُ احتضار هَمْس؛ وعَسّ التماس إجاب الله.. وبعضك يفقدُ بعضك، ومن كُلّى تتمنّى بعضًا..
وإنْ تبقى منّى يفتقدك؛ لن يتقبّل عودك.. و
ولن تجدنى؛ كما بحضنى أنْتّ

 المشتاقُ لعشقِ مطر صيْفى، يبلّل احتياج تربة روحى..  

والمشتاقُ أكثرُ وأكثرُ؛ وهو يسرى بمَجْرَى الدّم.. لا يعرف فجرًا بلون الضباب يندثرُ.. يستعرُ حنينًا نحو رضابك.. فأعرف أن أيّامى تجرّ حَبْو القلبِ نحو الرّدى..

،،،،،

حبيبى أنْت

لم تعرف الحُزْنِ أبدًا..!

وفى عِناد حُبّ تسير.. وخلف إباء قلب؛ وبنهايْة المطافِ؛ تجد لوحة مكتوب عليها الطريق مسدود.. 
لا تضيع وقتًا طويلًا فى الحُزْن.. وقد أبْصرت..

إنْ كُنْت حُبّى.. رُبّما لَنْ تجد حُبّك.. و
ورُبّما نرحلُ معًا.. فلا يحزن أحدٌ على أحد.. ومِنْ أحدٍ؛ لا يحزن أحدٌ!

وحَدْك؛ قد ترحلُ؛ فأرحل.. وإبعد كما تشاء؛ إن تبعد وتهجرُ..

إنّما لا تدع قلبى يراك وقتما وكيْفما تشاء.. ولا تعُد وتنصاعُ لأمر ملل فراغك؛ ترتدى قناع حَيْاء..

بأكثر مِنْ حُبٍّ؛ كِبْريْاءٌ يتبعك.. يأبى لك خدش جفاء..

لا حُبّ دون كِبريْاء.. ودونه؛ أبدًا لا يقيّم.. وفى إعْوَجاجٍ؛ يغدو إنحناء..
رُبّما يتحمّل وَجَع وَصْل إباء.. وتجوالات وتيه أزقّة مَنْفى الجرح؛ لا يفقد الأمل
وقَيْد التمنّى ؛ يُذق جَرْح البلاء..!

حبيبى..

إجرح وإجرح..
فالذى يرحلُ لا يعود.. وإنْ عاد ـ أيْضًا ـ لا.. لا يعود

 وقد افتقد الوفاء..!

فما كان بأمس مُنْتهى وِدّك اشتهاء؛ ريْاءٌ.. ريْاء!
مَنْ يَدْرى..

أهو قدرى سماءٌ ترحلُ.. وغيْثُ يخلفُ بالقلب ثمر تمنّع وإباء؟