الفاتحون بقلم:ياسر بربخ
تاريخ النشر : 2020-06-18
الفاتحون بقلم:ياسر بربخ


كتب/ ياسر بربخ

حقيقة الأمر أن حديث الأخ ماهر أبو صبحة يختزل جوهر صراعنا -نحن الشعب- مع حماس، هم يعتقدون أنهم الفاتحون المظفرون الذين لولاهم لما أخرجنا الله من غياهب الظلام إلى نور الإسلام العظيم، كنّا نصلي بإتجاه بحيرة طبريا ونحج إليها مرًة كل عام حتى جاء الشيخ أحمد ياسين الأيوبي ووجّه قبلتنا إلى الكعبة.

والحق أن هذا يمنحهم شعور بوجوب الطاعة والدعاء لهم، بل والصلاة كل حين شكراً لله على وجودهم المبارك، وهو أيضاً ما يبررون به سلوكهم لأنفسهم أولاً ثم للناس، ويبررون به تباين مواقفهم إزاء مختلف الأمور وبعدها عن شرع الله .. فالخليفة قد يضطر أحياناً للإلتفاف حول الشرع بغية حماية مشروع الإسلام الكبير.

ويبدو هذا جلياً في جميع محطات الحركة، فقد وصفوا إنطلاقتهم عام 87 ببزوغ فجر الإسلام في فلسطين، وقد شرعوا الجهاد ضد "كفار" منظمة التحرير خلال مفاوضات أوسلو مع الإحتلال .. وحرّموها إنتصاراً لشرع الله، ثم بقدرة قادر أصبحت حلال وخاضوا الإنتخابات نصرًا للإسلام أيضاً، كما كفروا أفراد الأجهزة الأمنية خلال الإنقلاب ووعدوا قاتليهم بالجنة والحور العين.

غاب عن أبو صبحة أن الجامعة الإسلامية التي أدخلت الإسلام إلى قطاع غزة -كما ذكر- منبثقة عن معهد الأزهر الديني الذي بدأ إنشاؤه عام 1954 بقرار من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والذي كلّف السادات بإفتتاحه عام 1958 بصفته نائبًا للجمهورية، وهما الذين ما تزال حماس تكفرهم إلى هذا الوقت.

كم كنا مسلمين قبل دخول الإسلام يا أبوصبحة!