العنقاء (طائر النار)
خالد الطيماوي... مدون فلسطيني..
طائر خرافي ذكرته جميع حضارات العالم القديم كالصينية والإغريقية والمصرية والفينيقية. يقال أن الفراعنة أخذوه عن الفينيقيين، حيث عرف عند الأخيرين بطائر الفينيق، ومنه اشتق الاسم اللاتيني؛ الفينيكس. ذكره هيروديت في ملحمتيه الاوديسة والالياذة، وهو يرمز للخلود في كل هذه الحضارات.
تقول الأسطورة:
كل ألف عام تريد العنقاء أن تولد ثانية، فتترك موطنها وتسعى صوب فينيقيا، وتختار نخلة شاهقة العلو، لها قمة تصل إلى السماء وتبني عشا، بعد ذلك تموت في النار، ومن رمادها يخرج مخلوق جديد، دودة لها لون كاللبن تتحول غلى شرنقة، وتخرج من هذه الشرنقة عنقاء جديدة تطير عائدة إلى موطنها القديم وتحمل بقايا جسدها القديم إلى مذبح الشمس في هليوبوليس بمصر، ويحي شعب مصر هذا الطائر العجيب قبل أن يعود لبلده في الشرق.
لهذا يرمز طائر العنقاء للبعث والخلود في الحضارات القديمة التي اشتركت جميعها في تقديسه.
سبب تسميتها العنقاء عند العرب هو طول رقبتها، إذ وصفت أنها طائر رائع جميل، ذهبي الريش، كأنه يشتعل، طويل العنق فيه بياض.
بعيدا عن الأسطورة، يقال أن العنقاء طائر تواجد في أرض العرب، ضخم كالرخ جميل المنظر.
يقول ابن الكلبي: كان لأهل الرس نبي يقال له (حنظلة ابن صفوان) وكان بأرضهم جبل يقال له دمخ، مصعده في السماء ميل، وكانت تنتابه طائرة كأعظم ما يكون لها عنق طويل، من أحسن الطير فيها من كل لون تنقض على الطير فتأكله، فجاعت ذات يوم واعوزت الطير فانقضت على صبي فذهبت به فسميت (عنقاء مغرب) لأنها تغرب كل ما أخذته، ثم أنها انقضت على جارية فضمتها إلى جناحين لها صغيرين، ثم طارت بها فشكوا ذلك لنبيهم، فقال اللهم خذها واقطع نسلها وسلط عليها آفة، فأصابتها صاعقة فاحترقت وقد ضربتها العرب مثلا في أشعارها.
[email protected]
العنقاء (طائر النار) بقلم:خالد الطيماوي
تاريخ النشر : 2020-06-13
