ريڤيو رواية "فارس سوق النخاسة" للكاتب/ مجدي محروس، تكتبه الأستاذة/ شيرين رضا
فارس سوق النخاسة رؤية أدبية خطها لنا الكاتب داخل قالب درامي امتزج بعدة أشكال محورية، وتحولات جذرية تعايشن داخلها خلال ثورتين كانتا بؤرة أفكاره، الخامس والعشرون من يناير وثلاثين يونيو.
وقد أتخذ الكاتب من بطل الرواية فارس شاهدا على زوبعة جعل منها ركيزة لروايته، ودار بأحداثها بين القالب السياسي والاجتماعي والرؤية الدينية التي مزجها البعض وأثار بها الجدل.
الخيانة، قد تتمثل في أشكالا عدة، كخيانة الوطن أو العهد أو خيانة حب، وهنا رسم لنا الكاتب عدة صور، وتناقضات حدثت خلال تلك الفترة، ورسم لنا شخصيات مثلت تلك الصور.
الفكرة: دارت الفكرة في محور اجتماعي سياسي وصف لنا مشاهد من أرض الواقع فيها شكل الشارع المصري بسلبياته وإيجابياته، وكانت ركيزة الكاتب على الفئة المصرية
البسيطة، والتي قد تتصف بمسمى أهالي الحارة أو المساكن الشعبية وبؤر الظلام التي اندست داخلها لتصبح واحدة من العقد التي دارات حول أعناقنا.
الحبكة: تسلسل درامي بارع جمع لنا الأحداث داخل جعبة أدبية سردها الكاتب بشكلِ يُثير عقل القارئ، فدمج بين وصف الحارة بأهلها، وعادات قاطنيها من شتى أشكال المعيشة، والتدين، والفكر المختلف لكلُ منهم، وترابطت الأحداث كترنيمةٍ موسيقية عزفها لنا الكاتب بين صفحاته.
فرأينا شكل أبناء الحارة، وكيفية تضامنهم مع بعضهم البعض، وأشكال التطرف الديني والأخلاقي التي انتشرت في تك الفترة، وكيف انتهت بدراما مأساوية، وشكل من أشكال الرومانسية التي طلت علينا من شخصية فارس وانتمائه ووجوب هذا الحب في
قلبه وإن كان رُسم بشكلِ سريع غير مكتمل.
السرد: بمهارة أدبية استطاع الكاتب أن يصل بقلمه لعقولنا بشكل متسلسل يمتاز بالعفوية، والنمط الذي جعلنا نتعاطف قليلا مع بعض شخصياته، وإن كنت رأيتها مبالغة في بعض الأحيان.
لتسير بنا الأحداث كسفينةٍ شراعها قلما خطّ لنا واقع مليء بالأحداث التي تعايشنا داخلها ورأينا بين أمواجها الغضب والثورة والخيانة والعقاب والحب، مزيج رائع من الأدوار، وأشكال الاستغلال شاهدناها بين صفحات رحلة فارس سوق النخاسة.
ريڤيو رواية "فارس سوق النخاسة" للكاتب مجدي محروس بقلم:أ.شيرين رضا
تاريخ النشر : 2020-06-10
