إشتية بين الواقعية و التمنيات - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2020-06-09
إشتية بين الواقعية و التمنيات  - ميسون كحيل


إشتية بين الواقعية و التمنيات

حديث الدكتور الفاضل محمد إشتيه بالأمس، في الحقيقة كان وافياً وشاملاً وكعادة رئيس الوزراء في وضع النقاط على الحروف، ومن وجهة نظري، فقد تناول في حديثه العديد من القضايا الهامة وبطريقة ذكية وضعها في سياقها الحقيقي دون تلوين لكن مع تلميح بمعنى أنه تحدث بواقعية عن مجمل الأحداث و المواقف من حيث الموقف الفلسطيني وتكاتف الشعب مع الأحداث، وعن الموقف العربي في الإعلان عن دعم الموقف الفلسطيني و عن الموقف الدولي ورفضه لسياسة الضم. وفي ذات الوقت تحدث عن التمنيات بضرورة وجود وتفعيل موقف شعبي فلسطيني على الأرض، و الرافض للضم الإسرائيلي وتنفيذ القرارات العربية ذات الصلة، ودعم عربي ينتقل من مرحلة الأقوال إلى مرحلة الأفعال، وأعطى مثالاً في ذلك حول قرارات القمم العربية وشبكة الأمان التي أعلنت عنها في هذه القمم وتحنيطها حتى الآن! أما عن الموقف الدولي، وخاصة الرباعية الدولية التي تحولت إلى ثلاثية بعد الانحياز الأمريكي الواضح، فقد أثنى على الموقف الدولي الرافض للضم وللسياسة الأمريكية والقرارات الإسرائيلية واضعاً تمنياته باستمرار الإجراءات الدولية التي أعلنتها عدد من الدول من فرض عقوبات على إسرائيل، وارتفع سقف تمنياته من خلال الاعتراف الدولي بدولة فلسطين على الأراضي المحتلة عام 1967، وفي تلميح واضح وصريح حول ضرورة الوقوف فلسطينياً وعربياً بثبات وصمود وقرارات وإجراءات على الأرض كي يقف المجتمع الدولي الموقف المطلوب منه، إذ ليس طبيعياً أن نطالب المجتمع الدولي في الوقوف معنا ودعمنا بينما يتراخى الفلسطينيون والعرب في المطالبة بالحقوق العربية الفلسطينية!

لا شك أن القضية الفلسطينية تعاني من داخل الواقع الفلسطيني، ومن العمق العربي، ولا نخجل عندما نقول أن الموقف الدولي وخاصة الأوروبي تفوق على الموقف العربي، ومن الغرابة أن نجد تحرك دولي ضد سياسة إسرائيل في اللحظة التي نرى فيها ترحيب عربي بنتنياهو وغيره من الإسرائيليين، و ممارسة سياسة التطبيع و مد للجسور وسبل التعاون بخجل ودون خجل، والشواهد والبراهين كثيرة والبرهان أكبر مثال! وهذا الأخير لا يرى عيباً في التقارب مع تل أبيب، وهو يسير حسب تسريبات له داخلية انه يسير على خطى من سبقوه من العرب ونيل الرضى من أمريكان العصر!
نحن أمام اختبار حقيقي في إجبار العالم على الوقوف جانب الحق الفلسطيني، وفي الرفض المطلق لصفقة القرن، وما نشأ عنها ومن سياسة الضم الإسرائيلية وما قد ينتج عنها، و الاختبار يبدأ من فلسطين، ومن ثم المنطقة العربية والإسلامية وقبل أن يتحول الاختبار إلى انتحار. وتنقلب الحالة و رؤية إشتية بين الواقعية والتمنيات!

كاتم الصوت: منع وزير خارجية ألمانيا من زيارة رام الله تشبه منع نتنياهو من زيارات المنطقة العربية بالمقلوب!

كلام في سرك: مخطط الضم قد يكون المفتاح الجديد للتحرير، إذا تم! 

ملاحظة : الجيش الإسرائيلي يستعد لقمع أي احتجاجات ضد الضم في الأغوار، اقلبوا المكان في القدس وكل مدن فلسطين التاريخية. أوقفوا عجلة الحياة في تل أبيب.