حوار غير مفهوم بقلم:د. نظمية حجازي
تاريخ النشر : 2020-06-06
حوار غير مفهوم
5-6-2020
د. نظمية حجازي
نعم إننا نشقى بذاكرة قوية وذكريات مريرة ،،،، أخبركم عن حزيران أنه الشهر الذي تتصارع فيه الذكريات وتنتصر في كل سنة من أربع سنوات الساجدة والآمنة العابدة المتقية على العشيقة المقيتة ،، كل الألم يكمن في تفاصيل كل ثواني ودقائق تلك الأيام وفي كل سنة تمتزج مشاعر ليس لها تفسير يدفعها للبقاء إلاّ حب و وفاء افتقدته البرية منذ أن أعلن المجتمع أن الحب والرحمة في بلدنا حرام ليبقى الكره هو سيد الموقف .
في هذا الشهر نفقد قلب الروح جسدا تسجى تحت التراب ،، استعجلت الرحيل دون أن تنطق بكلمة إنصاف بحق أناس أحبوها دون أن يروها ،،، انه الشهر الأكثر ألما في هذه الأيام ولدت الروح من الجسد الذي غطاه التراب ،، في هذه الأيام مولد حب أحدث ثورة في حياة ساكنة ،،، أحدث بركانا ثائرا لا يهدأ بمرور السنين ،،، تقرب ،أحب، عظّم، دمر، فجر من موت حياة ،، وسرعان ما أصابه الندم فتراجع خطوات ليعيد حساباته بدقة ويعيد إحداث الثورة بالمقلوب ليخلق حياة بلا روح حياة كل ما فيها لا يخلو من تفاصيل الموت باستثناء مراسم نثر التراب ،، في شهر الحزن وألم الروح لا ادري كيف تتجسد الخيانة في فترة الحداد لتنجب زوجا من البنين .... كل هذه الأيام لم يعد لها أي مذاق وكأنك تعيش في فراغ لا متناهي لا كينونة لا حب لا احترام لا لالالالا وألف لا حتى تلك اللحظات المغطاة بالشهد سرعان ما تزول وتصبح ذكرى تؤلم العقل وتفجر مشاعر الدونية لا ألوم هذا الشهر لا هذا أو ذاك اليوم إنها إرادة الله أمر الله وقدره ولكن لومي على هذا الجسد اللعين الذي حمل رأسا فارغا من كل معاني الدين و الأخلاق ،، رأسا معلقا على جسد أنهكته الشهوات فركض خلف المحرمات فانهارت الكرامة وانعدم الحب ودمرت الأنا لتعود الساجدة والآمنة وتنتصر في كل معركة لتثبت أن هذا الحب لن يكون وأن القوة التي تراها أيها السيد ويرى بها الآخرون الأنا كسرت من حدة الألم ،،، وتأتي للأنا( التي لم تكن يوما سوى نزوات عابرة) ومضات من التفكير بأن بعضا من الغنم أو البغال أو الحمير أفضل منك ألف مرة، فيا لمرارة الأنفاس، ويا لشهقات الزفير المغطى بنار الخوف من الله . ويعود السؤال الذي لا يغيب ما الداعي لتبقى الأنا في هذه الحياة وهي لا تساوي في نظر السيد حفنة من شعير .